التخطي إلى المحتوى

في قلب محافظة سوهاج، تقف مدينة أخميم شامخة بتاريخها العريق، تحمل بين أنوالها حكاية آلاف السنين من الإبداع المصري الأصيل هنا تتشابك الخيوط، لا لتصنع قماشا فحسب، بل لتروي سيرة وطن صنع من الحرفة حضارة، ومن الصبر فنًّا خالدًا.
من خيال الحرفي.. تبدأ الحكاية
صناعة النسيج من أقدم الصناعات البيئية في مصر، اعتمدت على الصوف والكتان والقطن والحرير الطبيعي، تصاغ بأيد بارعة تبتكر النقوش والزخارف من خيالها حيث كانت الأسر الأخميمية تعمل جميعها في هذه الحرفة، بنول في كل بيت تقريبا، حتى بلغ عدد الأنوال نحو ٥ آلاف نول تشارك الأسرة كلها في الإنتاج، فالنساء تشكل ٨٠٪ من العمالة المساعدة، بينما يتولى الرجال العمل على النول لما يتطلبه من جهد عضلي ودقة متناهية.من الفراعنة إلى محمد علي.. تاريخ منسوج بالخيوط.
لم تكن المنسوجات المصرية مجرد قماش، بل وثيقة فنية تؤرخ للعصور اهتم بها علماء الآثار لما تحمله من دلالات عن الذوق الفني والتطور التقني في كل عصر من الفرعوني إلى اليوناني والروماني، فالقبطي والإسلامي، وصولا إلى الدولة الحديثة في عهد محمد علي.
أخميم.. مانشستر ما قبل التاريخ”
لم يأتِ هذا اللقب من فراغ، فالمؤرخون وصفوا أخميم بأنها “مانشستر ما قبل التاريخ، لتميزها في صناعة النسيج منذ أقدم العصور وذكر هيرودوت أن نساءها يقمن بكل أعمال المنزل ورجالها يصنعون النسيج، وأن نسيج أخميم الفاخر كان مخصصا للقصور الملكية في العصور الفرعونية والبطلمية، بينما كان نسيجها الأحمر القرمزي يُصدَّر إلى روما، فلا يلبسه إلا الملوك والأباطرة. 
قرية النساجين.. عندما يتحول التراث إلى حياة
حفاظا على هذا الإرث العظيم، أنشأت محافظة سوهاج قرية النسّاجين بحي الكوثر، تضم ١٥٠ وحدة نسيج يدوي لإنتاج الكوفرتات والمفروشات والمنسوجات القطنية والحريرية.تحولت القرية إلى مزار سياحي فريد، يزورها السائحون لاقتناء نسيج أخميم، وليشاهدوا عن قرب الحرفيين وهم يصنعون الجمال بالخيوط.
 
نسيج من فخر وانتماء
ما زال اسم أخميم محفورا في ذاكرة الصناعة المصرية، وما زالت خيوطها تشهد أن الفن في مصر لا يشيخ من بين أنوالها وعرق نساجيها، تنسج المدينة خيوطا من الإبداع الممتد من التاريخ القديم إلى الحاضر، لتظل بحق مانشستر مصر الأصيلة.. مدينة النسيج والفن والحياة.
نول للنسيج
 
من منتجات الانوال
 
مفروشات وملايات
 
رسومات فرعونية
 
النسيج الأخميمى
 
نقلاً عن : اليوم السابع

نقلاً عن : اليوم السابع

نقلاً عن : كشكول