التخطي إلى المحتوى

تشهد مدن مثل جاكرتا وتايبيه غرقًا تدريجيًا نتيجة التحضر السريع واستنزاف المياه الجوفية وارتفاع مستوى البحار، الفيضانات أصبحت جزءًا من الحياة اليومية لملايين السكان، الذين يضطرون لعبورها يوميًا للوصول إلى أعمالهم أو وسائل النقل العام، هذه الظاهرة تعكس هشاشة البنية التحتية في المدن المبنية على الرواسب الطرية، وتسلط الضوء على المخاطر المتزايدة لتغير المناخ.

وتشير الدراسات إلى أن معظم حالات الهبوط الأرضي ناجمة عن النشاط البشري، خصوصًا الإفراط في ضخ المياه الجوفية، المدن في آسيا وأمريكا المبنية على الأراضي الطينية هي الأكثر عرضة للغرق، ومن المتوقع أن يتأثر نحو 34 مليون شخص حول العالم، ما يجعل الحاجة إلى حلول عاجلة وفعّالة أمرًا بالغ الأهمية.

في مواجهة هذا التحدي، بدأت عدة دول في اعتماد حلول مبتكرة تجمع بين التكنولوجيا والطبيعة، وفي الصين تم تطوير مفهوم “المدن الإسفنجية” الذي يعتمد على أرصفة نفاذة وحدائق على الأسطح وأنظمة صرف توجيه مياه الأمطار إلى خزانات تحت الأرض.

هذه الإجراءات تساعد على إعادة تغذية المياه الجوفية وتقليل الفيضانات والجفاف، وتقدم نموذجًا قابلًا للتطبيق في مدن أخرى تواجه نفس التحديات.

وفي الولايات المتحدة، يعيد مشروع SWIFT في ولاية فرجينيا ملايين الغالونات يوميًا من المياه المعالجة إلى الأرض، بدلًا من سحبها للاستخدام الصناعي، وفقًا لعالم الهيدرولوجيا دان هولواي من منطقة هامبتون رودز للصرف الصحي، هذا النهج يساهم في تقليل الضغط على المياه الجوفية وإبطاء معدلات الهبوط الأرضي في المناطق الحضرية.

أما في هولندا، فقد اعتمدت الزراعة الرطبة كحل طبيعي لمشكلة الهبوط الأرضي، من خلال زراعة المحاصيل التي تتحمل المياه على الأراضي المستنقعية، ما يساعد على حماية المزارع واستدامة النشاط الزراعي في المناطق المهددة بالغرق.

رغم عدم وجود حل شامل لمشكلة المدن الغارقة، يرى العلماء أن الجمع بين الحلول الطبيعية والتقنية يمكن أن يحول الأزمة إلى فرصة، وتشير الدراسات إلى أن المدن لا تزال قادرة على الصمود والتكيف، ما يفتح الباب أمام استراتيجيات مبتكرة للحفاظ على الأحياء السكنية والبنية التحتية والمزارع من تأثير الفيضانات المستمرة.

نقلاً عن : اليوم السابع