خلال آخر مؤتمر لتسلا حول أرباح الربع الثالث، ركّز الملياردير إيلون ماسك اهتمامه على روبوتها البشري “أوبتيموس”، وبينما لم يرَ العالم الكثير من هذا الروبوت منذ عرضه التجريبي القصير لتقديم الفشار، أوضح ماسك أن “أوبتيموس” هو القفزة الكبيرة القادمة في عالم التكنولوجيا، لا ينبغي أن يكون وصف الروبوتات والذكاء الاصطناعي بالمستقبل مفاجئًا؛ فقد كان متوقعًا منه، لكن ما لم يكن مفاجئًا هو ادعاء ماسك الجريء بأن هذا الروبوت قد يُسهم يومًا ما في القضاء على الفقر.
لم تعد رؤيته الشاملة لتيسلا تقتصر على الطاقة النظيفة أو السيارات ذاتية القيادة، بل تتمحور الآن حول خلق ما يُسميه “الوفرة المستدامة”، ووفقًا له، فإن مفتاح تحقيقها لا يكمن في البطاريات أو الألواح الشمسية، بل في الروبوتات، وصرح ماسك: “نحن متحمسون لمهمة تيسلا المُحدّثة، وهي الوفرة المستدامة”.
وأضاف موضحًا: “إن تجاوز الطاقة المستدامة إلى، على سبيل المثال، الوفرة المستدامة هي مهمتنا، حيث نؤمن من خلال أوبتيموس والقيادة الذاتية، أنه يمكننا بالفعل خلق عالم خالٍ من الفقر، حيث يمكن للجميع الحصول على أفضل رعاية طبية. سيكون أوبتيموس جراحًا بارعًا، على سبيل المثال. وتخيلوا لو أتيحت للجميع فرصة الوصول إلى جراح بارع.”
روبوت تيسلا الجديد
بالطبع، لن يبدأ روبوت تيسلا في إجراء العمليات الجراحية قريبًا. في الوقت الحالي، غالبًا ما يُشاهد أوبتيموس وهو يسكب الفشار في العروض التوضيحية، لكن ماسك أصرّ على أن المشروع يسير بخطى سريعة، معلنًا أن الإصدار الثالث من أوبتيموس سيُطرح في أوائل عام 2026، مع خطة طموحة لزيادة الإنتاج إلى مليون وحدة سنويًا.
وقال ماسك: “نحن أيضًا على أعتاب إنجازٍ هائل مع أوبتيموس، والذي أعتقد أنه من المرجح أن يكون، أو لديه القدرة على أن يكون، أكبر منتج على الإطلاق”، مُقرًا بأن توسيع نطاق تصنيع هذا الروبوت البشري سيكون “مهمةً بالغة الصعوبة”، وعلى طريقة ماسك، كان لعرض أوبتيموس جانبٌ ماليٌّ أيضًا.
فقد استغل أغنى رجل في العالم الفرصة لحثّ المساهمين على الموافقة على حزمة رواتب جديدة للرئيس التنفيذي، والتي يُقال إنها تصل قيمتها إلى تريليون دولار. وقال ماسك إنه لن يشعر “بالارتياح لبناء جيش من الروبوتات” ما لم يكن لديه سيطرة أكبر على مستقبل تيسلا ولطالما أثار ماسك فكرة أن الأتمتة ستُحرر البشر في نهاية المطاف من عبء العمل تمامًا. إنها رؤيةٌ سحرت المُستقبليين لعقود، وليس فقط في الخيال العلمي. لكن كما يشهد أي شخص لا يزال مقيدًا بصندوق بريده الإلكتروني، لم تتحقق تلك اليوتوبيا قط.
في الوقت الحالي، لا تزال أحلام تيسلا البشرية قيد التجميع. سواء أصبح أوبتيموس أعظم جراح في العالم أم مجرد عرض تقني مبالغ فيه، يُلمّح ماسك إلى أن عصر الروبوتات ليس المستقبل، ولكنه موجود بالفعل. وسواء جلب الوفرة أم التفاوت، فهو سؤال لا تستطيع أي خوارزمية الإجابة عليه، وفي الوقت الحالي، لا يزال روبوت تيسلا البشري أقرب إلى الخيال العلمي منه إلى الجراحة، ولكن على طريقة ماسك التقليدية، فإن طموحه لا يقل عن تغيير العالم.
نقلاً عن : اليوم السابع
