“ستاندرد آند بورز 500” يبلغ ذروة تاريخية مدعوماً بتوقعات التيسير النقدي وسياسات ترامب الاقتصادية
سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب قوية خلال تعاملات أكتوبر، لتصل إلى مستويات غير مسبوقة مدفوعة بتزايد توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل. وجاء هذا الارتفاع بعد صدور تقرير التضخم الأمريكي لشهر سبتمبر الذي أظهر تباطؤاً في وتيرة ارتفاع الأسعار، ما عزز الرهانات على توجه البنك المركزي نحو سياسة نقدية أكثر مرونة لدعم الاقتصاد خلال المرحلة المقبلة.
مكاسب تاريخية للأسواق
قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) إلى أعلى مستوى في تاريخه متجاوزاً حاجز 6800 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ناسداك مدعوماً بأسهم التكنولوجيا والشركات الصناعية الكبرى. ويعزو خبراء الاقتصاد هذه المكاسب إلى عودة الثقة في الأسواق مع تصاعد التوقعات بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب المقبلة ستركز على تحفيز النمو وتشجيع الاستثمار المحلي عبر خفض الضرائب واستمرار الإنفاق على البنية التحتية.
التضخم يفتح الباب أمام التيسير النقدي
أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي لشهر سبتمبر ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2% على أساس شهري، و3% على أساس سنوي، وهي أبطأ وتيرة خلال ثلاثة أشهر، ما منح الفيدرالي مساحة للتحرك نحو خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، مع احتمال خفض إضافي في ديسمبر. وأكد محللون لدى “غولدمان ساكس” و”مورغان ستانلي” أن الأرقام الأخيرة “تدعم سيناريو تيسير نقدي معتدل” قد يستمر حتى الربع الأول من عام 2026.
سياسات ترامب تدعم شهية المخاطرة
يرى مراقبون أن تفاؤل المستثمرين لا يرتبط فقط بتراجع التضخم، بل أيضاً بتوقعات أن إدارة ترامب الجديدة ستتبنى نهجاً أكثر دعماً للأعمال والأسواق، مع وعود بخفض القيود التنظيمية وزيادة تنافسية الشركات الأمريكية. وقال محللون في “إي تورو” و”بي رايلي ويلث” إن الأسواق بدأت تسعّر “مرحلة انتعاش اقتصادي جديدة” يقودها مزيج من التيسير النقدي والدعم السياسي القادم من البيت الأبيض.
الأسواق تراهن على خفض مزدوج للفائدة
تشير مقايضات أسعار الفائدة إلى أن المتعاملين يتوقعون خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الفيدرالي المقبل، يتبعه خفض آخر في ديسمبر، ما يعني بداية دورة تيسير ممتدة قد تمتد إلى عام 2026. ويتوقع محللون في “تي دي سيكيوريتيز” و”بي إم أو كابيتال ماركتس” أن يعلن الفيدرالي أيضاً عن إنهاء برنامج التشديد الكمي خلال الاجتماع ذاته، في خطوة تهدف إلى دعم السيولة في الأسواق.
مستقبل السياسة النقدية
رغم المكاسب، لا تزال الأسواق الأمريكية تترقب تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والتي ستحدد اتجاه المرحلة المقبلة من السياسة النقدية. ومن المرجح أن يتبنى باول لهجة حذرة تؤكد أن خفض الفائدة المقبل “إجراء لإدارة المخاطر”، في وقت تسعى فيه واشنطن للحفاظ على توازن بين السيطرة على التضخم ودعم التوظيف والنمو.
في ظل المؤشرات الاقتصادية الإيجابية وتزايد التفاؤل بسياسات ترامب الاقتصادية، يرى محللون أن وول ستريت قد تواصل تسجيل أرقام قياسية جديدة خلال الأشهر المقبلة، ما لم تظهر مفاجآت تضخمية أو اضطرابات في سوق العمل. وتبقى الأنظار موجهة إلى اجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل باعتباره الحدث الأهم الذي سيحدد مسار الأسواق الأمريكية والعالمية في نهاية 2025
نقلاً عن : تحيا مصر
