الذكاء الاصطناعي

تمثل الشراكة بين شركة «كوالكوم» الأمريكية و«هيوماين» السعودية، خطوة استراتيجية نحو تطوير شرائح ذكاء اصطناعي متقدمة تُحدث تحولاً نوعياً في عالم الحوسبة الذكية -وفقا للشرق-.

وقال كريستيانو أمون، الرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم، في تصريحات لـ”الشرق” خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، إن الشرائح الجديدة تتيح تنفيذ عمليات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع وبكفاءة أعلى، مع خفض ملموس في التكاليف التشغيلية.

حاسوب «هيوماين» الذكي ونظام تشغيل مبتكر

وأوضح أمون أن الشرائح جرى تصميمها خصيصاً لتعمل ضمن حاسوب “هيوماين” الذكي الذي يعتمد على نظام تشغيل “هيوماين أو إس”، وهو نظام يجسد مفهوم الحوسبة الهجينة، التي تجمع بين قدرات المعالجة المحلية على الجهاز وبين إمكانيات الحوسبة السحابية المتقدمة.

وفي تصريحات سابقة، أكد ياسر العنيزان، نائب الرئيس التنفيذي في “هيوماين”، أن الشركة تعمل على تطوير جهاز حوسبة بذكاء اصطناعي مدمج، مضيفاً:

“نستخدم نسخاً تجريبية داخل الشركة لتحسين الأداء وضمان جاهزيته للإطلاق خلال الأشهر المقبلة”.

مركز بيانات في السعودية لتسريع الابتكار

وأشار أمون إلى أن الشراكة مع “هيوماين” تمتد لتشمل إنشاء مركز بيانات متخصص في المملكة، يهدف إلى تسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التجارية، وتعزيز بيئة الابتكار المحلية في مجالات التقنية والاتصالات.

السعودية.. من تصدير الطاقة إلى تصدير الذكاء الاصطناعي

وأكد الرئيس التنفيذي لـ”كوالكوم” أن السعودية تمتلك طموحاً لتصبح “مصدّراً عالمياً لقدرات الذكاء الاصطناعي”، على غرار دورها التاريخي كمصدر رئيسي للطاقة.
وأضاف أن “كوالكوم” تدعم هذا التحول من خلال نقل المعرفة والتكنولوجيا وبناء منظومات متكاملة لتطوير الذكاء الاصطناعي داخل المملكة.

رؤية استراتيجية واستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي

يُذكر أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن في مايو الماضي إطلاق شركة “هيوماين”، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، بهدف تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتتضمن المبادرة استثمارات تتجاوز 100 مليار دولار لبناء بنية تحتية متقدمة ومراكز بيانات ضخمة، إلى جانب شراكات مع شركات عالمية رائدة في مجال التقنية.

تواجد سعودية في الذكاء الاصطناعي العالمي

تأتي هذه الخطوات امتداداً لاستراتيجية المملكة الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت الحكومة الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في نهاية عام 2020، والتي مكنت السعودية من احتلال المركز الأول عالمياً على مؤشر “الاستراتيجية الحكومية” ضمن التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن “تورتواز إنتليجنس” العام الماضي.