يواصل الذهب تحقيق مستويات قياسية غير مسبوقة، متجاوزًا حاجز 4300 دولار للأوقية، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
ويرى محللون أن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب التوقعات بخفض سعر الدولار الأمريكي، أعاد للذهب مكانته كـ ملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الأزمات، ما دفع الأسعار إلى موجة صعود تاريخية.
وبحسب تقارير منصة “آي صاغة”، فإن الأسعار العالمية للذهب تشهد تقلبات حادة بفعل حالة عدم اليقين التجاري والمالي، فيما تؤكد شعبة الذهب في مصر أن توقعات خفض الفائدة الأمريكية تمثل أحد العوامل الرئيسية وراء الارتفاع العالمي في أسعار المعدن النفيس.
السودان يتصدر الإنتاج العربي رغم الصراعات
يتربع السودان على عرش الدول العربية المنتجة للذهب، حيث تتركز عمليات التعدين في ولايتي نهر النيل والشمالية.
ووفقًا لتقرير صادر عن معهد تشاتام هاوس البريطاني، تُعد تجارة الذهب أحد المصادر الرئيسة لتمويل الصراعات المسلحة في السودان، حيث بلغ الإنتاج الرسمي عام 2024 نحو 73.8 طنًا رغم التحديات الأمنية.
وفي النصف الأول من عام 2025، أعلنت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن إنتاج 37.3 طنًا من الذهب، في إشارة إلى استمرار النشاط التعديني رغم تداعيات الحرب.
موريتانيا.. منجم “تازيازت” يقود الطفرة
تحتل موريتانيا المركز الثاني عربيًا بإنتاج بلغ 21.9 طنًا من الذهب عام 2024، بفضل منجم “تازيازت” (Tasiast Gold Mine) الذي يُعد من أكبر مناجم الذهب في إفريقيا، باحتياطي يُقدر بنحو 220 طنًا.
ويُعد المنجم ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الموريتاني وتعزيز موقع البلاد في سوق المعادن الإفريقية منذ بدء تشغيله عام 2007.
مصر.. منجم السكري يعزز الريادة الإقليمية
تُعد منطقة الصحراء الشرقية المصرية من أغنى المناطق بالمعادن النفيسة، ويُعتبر منجم السكري – الذي بدأ إنتاجه عام 2010 – الركيزة الرئيسة لصناعة الذهب في مصر.
وفي عام 2023، بلغ إنتاج المنجم نحو 14 طنًا من الذهب، فيما أعلنت شركة أنغلو غولد أشانتي استحواذها الكامل عليه في نوفمبر 2024، ما يعزز فرص تطويره وزيادة إنتاجه خلال السنوات المقبلة.
ويُتوقع أن تساهم الاكتشافات الجديدة في الصحراء الشرقية في توسيع خريطة إنتاج الذهب المصري ودعم خطط الدولة للتحول إلى مركز إقليمي لصناعات التعدين.
السعودية.. رؤية 2030 تدفع قطاع التعدين للصدارة
تحتضن المملكة العربية السعودية احتياطات ضخمة من الذهب تُقدّر بنحو 323.7 طنًا، وتعمل ضمن رؤية المملكة 2030 على تنمية قطاع التعدين ليصبح أحد أعمدة الاقتصاد غير النفطي.
وقد بلغ إجمالي إنتاج الذهب في عام 2020 نحو 13.5 طنًا، مع توقعات بمواصلة النمو خلال السنوات المقبلة بدعم من الاستثمارات الجديدة والمشروعات التعدينية الكبرى في مناطق عدة من المملكة.
المغرب.. اكتشافات جديدة تفتح آفاقًا واعدة
خطت المغرب خطوة متقدمة نحو دخول نادي كبار منتجي الذهب في إفريقيا، بعد اكتشاف رواسب عالية الجودة في منطقة كلميم.
ويبلغ الإنتاج السنوي حاليًا أكثر من 100 كيلوجرام فقط، إلا أن المسوحات الجيولوجية الحديثة تشير إلى إمكانيات واعدة لمضاعفة الإنتاج في المستقبل القريب، ما قد يجعل المغرب لاعبًا رئيسيًا في سوق الذهب الإفريقية.
الجزائر.. احتياطيات ضخمة ونشاط محدود
بلغ إنتاج الجزائر من الذهب عام 2023 نحو 100 كيلوجرام فقط، بينما تراوح متوسط الإنتاج بين عامي 2001 و2022 حول 250 كيلوجرامًا سنويًا.
غير أن البلاد تمتلك احتياطات تُقدر بـ173.56 طنًا من الذهب حتى الربع الثاني من عام 2025، ما يجعلها من أكثر الدول العربية امتلاكًا للمخزون الذهبي رغم محدودية الإنتاج التجاري الحالي.
الذهب العربي بين الاستثمار والاستقرار
تعكس هذه الأرقام واقعًا متنوعًا لصناعة الذهب في العالم العربي، يجمع بين الإمكانات الكبيرة والتحديات السياسية والاقتصادية.
ومع استمرار ارتفاع الأسعار عالميًا، يتزايد الاهتمام العربي بتطوير قطاع التعدين كركيزة اقتصادية بديلة تسهم في تنويع مصادر الدخل ودعم الأمن المالي الوطني.
ويواصل الذهب تحقيق مستويات قياسية غير مسبوقة، متجاوزًا حاجز 4300 دولار للأوقية، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
ويرى محللون أن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب التوقعات بخفض سعر الدولار الأمريكي، أعاد للذهب مكانته كـ ملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الأزمات، ما دفع الأسعار إلى موجة صعود تاريخية.
وبحسب تقارير منصة “آي صاغة”، فإن الأسعار العالمية للذهب تشهد تقلبات حادة بفعل حالة عدم اليقين التجاري والمالي، فيما تؤكد شعبة الذهب في مصر أن توقعات خفض الفائدة الأمريكية تمثل أحد العوامل الرئيسية وراء الارتفاع العالمي في أسعار المعدن النفيس.
نقلاً عن : تحيا مصر
