التخطي إلى المحتوى

أكد الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية، أهمية زيادة الوعي والكشف المبكر عن سرطان الثدي، مشيرًا إلى أن الاكتشاف المبكر يرفع نسب الشفاء ويزيد اختيارات العلاج ويجنب السيدات الجراحات الجذرية.

جاء ذلك خلال الندوة التوعوية التي نظمها معهد الأورام ووحدة تكافؤ الفرص وتمكين المرأة بالجامعة في إطار فعاليات شهر أكتوبر الوردي، وحضر الندوة الدكتور ناصر عبدالباري نائب رئيس جامعة المنوفية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور أحمد صبري عميد معهد الأورام، والدكتور محمد النعماني عميد كلية الطب، والدكتورة رانيا عزمي وكيل كلية الطب ومدير وحدة تكافؤ الفرص، والدكتور محمد السنباوي مدير مستشفى معهد الأورام بالجامعة، وعدد من عمداء الكليات، والدكتورة سحر عبد الستار رئيس فرع المجلس القومي للمرأة بالمنوفية.

وخلال كلمته، أشاد رئيس جامعة المنوفية، بالمبادرات الرئاسية في دعم صحة المرأة، مؤكدًا أن المرأة تمثل نصف المجتمع وأن التوعية حق أساسي لكل سيدة، كما فرّق بين أنواع أورام الثدي الحميدة والخبيثة، موضحًا أن أغلب الحالات يمكن علاجها بنجاح إذا تم اكتشافها مثمنا دور المبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في علاج الأمراض المزمنة والاورام الأكثر انتشارا والحد من انتشارها موضحا أن هذه المبادرات مبنية على إحصائيات ودراسات تضمن تحقيق أهدافها، مقدما الشكر للقائمين علي هذ المبادرات ودور المجلس القومي للمرأة ووحدة تكافؤ الفرص وتمكين المرأة في دعم التوعية وزيادة الوعي لدي السيدات والفتيات نظرا لان المرأة تشكل ما يقرب من 49٪ من المجتمع.

كما أكد رئيس جامعة المنوفية، على أهمية نشر الوعي الصحي الذي قامت به الجامعة علي مدار سنوات بالتعاون مع نقابة الأطباء ووزارة التربية والتعليم ومنظمات المجتمع المدني في مجال النهوض بصحة المرأة ورعاية الأسرة وتثقيف السيدات مطالبا طلاب الجامعة بضرورة المساهمة في نشر الوعي الصحي بالمجتمع ودور قطاع شئون المجتمع وتنمية البيئة في الخروج خارج أسوار الجامعة ونشر التثقيف التوعوي للحد من الاصابة بسرطان الثدي من خلال الكشف المبكر حيث أشارت أحدث الدراسات إلى أن هناك سيدة من كل 8 سيدات في عمر الثمانين معرضة للإصابة بسرطان الثدي وهى نسبة كبيرة وشائعة في المنطقة العربية.

كما تناول رئيس جامعة المنوفية، جراحات أورام الثدي وأسباب الشعور بالألم وأسبابه التشخيصية ما بين الورم الحميد أو الخبيث، والذي قد يكون لأسباب تشخيصية اخرى كالألم الوظيفي والتغير في الشكل أو الحجم في أحد الثديين أو وجود جسم غريب في الثدي أو وجود أفرازات غير معتادة أو وجود تورم تحت الابط على اعتبار أن منطقة الابط ضمن التكوين التشريحي للثدي.

أسباب طبية أخرى

وأشار رئيس جامعة المنوفية، إلى وجود أسباب طبية أخرى تظهر نتيجة أختلاقات تشريحية والتي أغلبها لا يشكل خطورة قد تحدث عند الولادة وهو ما يطلق عليها “عيوب خلقية” كنمو ثدي زيادة بجانب الثديين الرئيسين أو بروز لاحد الثديين في سن مبكر دون الأخر عند الفتيات الصغار السن دون سن التسع سنوات أو ولادة لفتيات بدون ثدي.

وأضاف رئيس جامعة المنوفية، أسباب أخرى تتعلق بإصابات أورام الثدي كالالتهابات الحادة والمزمنة واحتمالية الإصابة في أعمار معينة عند الرضاعة والإصابة بالسكر، أيضا فترة انقطاع الطمس وبعض أنواع الأمراض المناعية التي تؤثر على الثدي كالخراج المناعي وخاصة في الفترة الإنجابية من عمر السيدة.

وطالب “القاصد” كل سيدة بضرورة الفحص الذاتي للثدي مرة واحدة كل شهر بعد انتهاء الدورة الشهرية، ومراعاة وجود أي تغيير في الشكل الطبيعي للثدي أو تغيير في الملمس واللون أو وجود أي كتلة غير طبيعية به ونبه إلى عدم اتخاذ القرارات العاجلة في العلاج وضرورة العلاج عن طريق فريق طبي متخصص لضمان تحقيق أفضل النتائج في العلاج.

كما استعرض رئيس جامعة المنوفية، أهم الجراحات المتبعة لاستئصال أورام الثدي، مشيرا إلى أن الاكتشاف المبكر للورم يقي السيدات من اللجوء للاستئصال الكامل للثدي. وأضاف، أن الجراحات التحفظية هي الطرق الأكثر أمانا علما بأن هناك العديد من الاختيارات في العلاج وفقا لمرحلة الورم موضحا أن هناك جديد دائم في طرق العلاج والجراجة وأن هناك حلول حتي مع الحالات الصعبة.

كما أوضح “القاصد”، أن هناك بعض الأورام الحميدة تصيب الثدي كفأر الثدي وهو ورم ليفي حميد لا يدعى للقلق وأن الأكياس المائية بالثدي هي تغيرات فسيولوجية لا تستدعي التدخل الجراحي إلا فى حالة إصابتها بالتلوث أو الالتهاب الشديد، أما الأكياس الصغيرة تتابع فقط، ونبه إلى ضرورة الاهتمام بصحة الثدي أثناء الرضاعة تجنبا للإصابة بآلام أو خراج الثدي.

من جانبه، أشار الدكتور ناصر عبدالباري نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إلى أهمية التوعية بالكشف المبكر لسرطان الثدي الناتج عن نمو غير مقنن للخلايا بالثدي او وجود خلل جيني أدى إلى الإصابة بأغلب أمراض الثدي سواء الخبيثة أو الحميدة، مستعرضا الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي وعلى رأسهم التدخين المفرط وعلى فترات طويلة والتي قد تبدأ في أماكن متفرقة بالجسم الرئة والجهاز التنفسي والمعده وصولا للثدي في حالة الانتشار السريع وعدم الاكتشاف المبكر، وأيضا السمنة المفرطة والعوامل الوارثية المحتملة والتي لا تتعدى نسبة الـ10٪، موضوحا في نفس السياق أن الأمراض الخبيثة للثدي لا تتعدى في إجمالي الإصابة نسبة الـ20٪ والنسبة الأكبر تشخص أورام حميدة.

كما أكد الدكتور “ناصر” على أهمية العلاج في المراحل الأولى للإصابة والتي تؤكد نسبة الشفاء التام والتي تصل إلى 97٪ على عكس الصعوبة في المراحل المتقدمة وزيادة فترات العلاج بالمراحل الثلاث الأخرى للإصابة بالأورام الخبيثة.

كما استعرض الدكتور “ناصر” أنواع العلاج المختلفة، موضحا أن هناك أنواع مختلفة للعلاج بعد التدخل الجراحي تشمل العلاج الكميائي، والإشعاعي والهرموني والعلاج الموجه وبعض الآثار الجانبية لأنواع العلاج وأهمية أخد العينة وسرعة التشخيص الصحيح وتحديد مرحلة المرض.

كما قام الدكتور أحمد صبري عميد معهد الأورام بشرح مراحل تشخيص أورام الثدي وخطورة تأخر التشخيص المبكر، موضحا دور مستشفى معهد الأورام بالجامعة ودور المعهد في نشر التوعية الصحية التي يقدمها المعهد منذ إنشاء معهد للاورام ومستشفى علاج الأورام والطب النووي والذي يعد الوحيد والفريد من نوعه، في تقديم الخدمة الطبية المتقدمة في علاج مرضى الأورام بالمحافظة والمحافظات المجاورة، مشيرًا إلى أنه قد تمت عدة توسعات بالمستشفى بهدف زيادة السعة الاستيعابية للمرض المترددين وإضافة ثلاثة أدوار علوية لزيادة عدد الاسرة وان مستشفى الاورام بجامعة المنوفية تقديم الخدمات الطبية وفقا لأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة فى علاج الأورام كأجهزة العلاج الإشعاعى وجهاز HD BrachyTherapy الخامس من نوعه على مستوى الجمهورية، وكذلك أحدث جهاز «لينير»، كما يضم المستشفى وحدة التغذية العلاجية لإعداد التركيبات الدوائية المتخصصة بتقنيات متقدمة تخدم مرضى الأورام والأطفال.

كما اشار الدكتور محمد السنباوي مدير مستشفى الأورام بالجامعة إلى الخدمات التي يقدمها معهد الأورام داخل محافظات الدلتا مستعرضا نسب الحالات المتردد والعلاج الذي قد يصل الي اكثر من ٣٥ ألف مريض سنويا، لافتا إلى وجود وحدة للتغذية العلاجية لإعداد التركيبات الدوائية بتقنيات متقدمة وذلك منذ إنشاء معهد قومى للأورام بجامعة المنوفية وهو يمثل أمرًا ضروريا لاستيعاب الأعداد الكبيرة المترددة على المستشفى، وللمعهد دور مستقبلى فى تقديم الخدمات الطبية والعلاجية والبحثية وتقديم التدريب اللازم للأطباء بمستشفيات المحافظة والمحافظات المجاورة على أحدث تقنيات علاج وجراحات الأورام، بالإضافة لدوره التوعوى فى الحد من انتشار الاورام وعلى رأسها اورام سرطان الثدي.

كما لفت ” السنباوي” إلى أن مريض الأورام لا يتحمل صحيا كثرة التنقل بين الأقسام المختلفة مما يتطلب وجود معمل مجهز وقسم جراحى مؤهل للتعامل مع الحالات، وكذلك أماكن لأخذ العينات بنفس المكان عملًا على راحة المريض، هذا بالاضافة الي دور المعهد البحثى والتثقيفى في الوقاية والاكتشاف المبكر للأورام، وذلك من خلال ٦ أقسام هى بيولوجيا الأورام، وقسم الإحصاء الطبي والبحث العلمي، وقسم الطب النووي، وأقسام سرطان الدم، وجراحة الأورام، وعلاج الأورام.

ولفت إلى دور المعهد في القيام بالتدريب العملى للأطباء في تخصصات علاج الأورام مع منح درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصصات علاج الأورام وجراحة الأورام والطب النووى مؤكدا أن الجامعة وضعت خطة من خلال لجنه الاحتياجات الجامعية بتكليف عدد أكبر من المعيدين فى التخصصات التى بها عجز في مختلف التخصصات للمستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة فضلا عن وجود وحدة أورام الأطفال، ووحدة زرع نخاع العظام، ووحدة الطب النووي PET CT مع توفير خدمة إعطاء اليود المشع بجرعة علاجية مرضى الغدة الدرقية، ومعمل باثولوجي، ومعمل تحاليل طبية.

هذا وقد اختتمت الندوة بتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة والشائعة حول أورام الثدي ومراحل العلاج والنظام الغذائي وأنواع العلاجات، كما حضر الندوة عدد كبير عمداء ووكلاء الكليات وأساتذة كلية الطب وأطباء المستشفيات الجامعية وطلاب كلية الطب والكليات المختلفة والعاملين بالجامعة وأعضاء المجلس القومي للمرأة بالمنوفية.

نقلاً عن : كشكول