التخطي إلى المحتوى

تحولت عائلة الملياردير الفرنسي رودولف سعادة إلى مستثمر رئيسي في سلسلة متاجر التجزئة الفرنسية كارفور بعد شرائها حصة 4% من رأس المال من شركة الاستثمار البرازيلية بنينسولا، بقيمة تُقدّر بنحو 452 مليون دولار. ووفق بيان رسمي صادر عن كارفور، سينضم رودولف سعادة إلى مجلس إدارة الشركة، بينما تخرج بنينسولا من الاستثمار بعد عقد من الشراكة، ضمن استراتيجيتها الجديدة لتوزيع الأصول وإعادة توجيه محفظتها الاستثمارية.

تأتي هذه الخطوة في وقت يعيد فيه كبار المستثمرين تقييم استراتيجياتهم العالمية، إذ كانت بنينسولا، الأداة الاستثمارية التابعة لرجل الأعمال البرازيلي الراحل أبيليو دينيز، تمتلك 9.2% من رأس المال، تمثل 15.7% من حقوق التصويت حتى نهاية 2024. ويعني تخارجها أن المقعدين اللذين يشغلهما ممثلوها في مجلس الإدارة، إدواردو روسي وفلافيا بواركي دي ألميدا، أصبحا شاغرين، ما يمهد الطريق أمام حضور أفراد عائلة سعادة في قيادة الاستراتيجية المستقبلية للشركة.

تعود ثروة عائلة سعادة، التي تُقدّر بنحو 34 مليار دولار وفق مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، إلى أنشطة الشحن والخدمات اللوجستية عبر شركة CMA CGM، إحدى أكبر شركات النقل البحري في العالم. وقد اكتسبت العائلة خبرة واسعة في إدارة استثمارات ضخمة، مما يؤكد قدرتها على لعب دور مؤثر في إدارة كارفور، خاصة في مرحلة تتطلب تعزيز الاستقرار المالي والتوسع في الأسواق الجديدة.

رغم عدم الإعلان الرسمي عن التفاصيل المالية الدقيقة للصفقة، فإن قيمة الحصة البالغة 4% تُقدّر بنحو 390 مليون يورو وفق سعر إغلاق الأسهم يوم إعلان الصفقة، ما يعكس ثقة العائلة في نمو شركة التجزئة الفرنسية وقدرتها على تحقيق عوائد طويلة الأجل.

تعد هذه الخطوة جزءًا من التحولات الكبرى في ملكية كبرى سلاسل التجزئة العالمية، حيث يسعى المستثمرون لتعزيز تأثيرهم في إدارة الشركات الكبرى والمشاركة في تحديد استراتيجيات التوسع والنمو، بما يضمن لهم عوائد مستدامة على استثماراتهم.

تأتي استثمارات عائلة سعادة في كارفور ضمن توجه عالمي للمالكين والمستثمرين الكبار نحو تعزيز حضورهم في قطاعات التجزئة والسلع الاستهلاكية، خصوصًا بعد التحديات التي شهدها السوق الأوروبي في السنوات الأخيرة بسبب التضخم وتغير سلوك المستهلكين. ويسعى رودولف سعادة من خلال مشاركته في مجلس إدارة كارفور إلى دعم خطط التوسع الرقمي وتحسين سلسلة التوريد، والاستفادة من خبرات العائلة الطويلة في الخدمات اللوجستية لتقليل التكاليف وزيادة كفاءة العمليات. ويُتوقع أن تلعب هذه الخطوة دورًا محوريًا في تعزيز مركز كارفور التنافسي في مواجهة المنافسين العالميين، مع التركيز على الأسواق الناشئة، خصوصًا في أوروبا الشرقية وأفريقيا، حيث تحظى العلامة التجارية بشعبية متزايدة.

نقلاً عن : تحيا مصر

نقلاً عن : مصر تايمز