بعد 14 عاما من الحرب السورية التي قتل خلالها 620 ألف شخص ونزح ما يقرب من 14 مليونًا، يبدو أن الرئيس السابق، بشار الأسد الذى فر إلى منفى فاخر فى موسكو يعيش حياة وصفتها مصادر لصحيفة «الجارديان» البريطانية بأنها رغدة ومترفة.
ونقلت الصحيفة عن صديق لعائلة الأسد، على تواصل دائم معهم قوله «إنه يدرس اللغة الروسية ويُراجع معلوماته في طب العيون. إنها مهنة هو شغوف بها، ومن الواضح أنه ليس بحاجة إلى المال. حتى قبل اندلاع الحرب في سوريا، كان يمارس طب العيون بانتظام في دمشق». وأضاف الصديق، مُشيرًا إلى أن النخبة الثرية في موسكو قد تكون زبائنه المستهدفين.
حياة هادئة ومنعزلة لأسرة الأسد فى روسيا
بعد مرور عام على سقوط نظامه في سوريا، تعيش عائلة الأسد حياة هادئة ومنعزلة في موسكو. وقد ساهم صديق للعائلة، ومصادر في روسيا وسوريا، بالإضافة إلى بيانات مُسرّبة، في تقديم نظرة نادرة على حياة هذه العائلة التي باتت تعيش في عزلة، والتي حكمت سوريا بقبضة حديدية.
وأوضح مصدرين مطلعين للصحيفة البريطانية أن العائلة من المرجح أن تقيم في حي روبليوفكا الراقي، وهو مجمع سكني مسوّر يقطنه نخبة موسكو، وفقًا لمصدرين مطلعين على الوضع. هناك، يختلطون بشخصيات بارزة مثل الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، الذي فرّ من كييف عام 2014 ويُعتقد أنه يقيم في المنطقة.
ولا تعاني عائلة الأسد من ضائقة مالية. فبعد أن حُرمت من معظم النظام المالي العالمي بسبب العقوبات الغربية عام 2011 عقب قمع الأسد الدموي للمتظاهرين، استثمرت العائلة معظم ثروتها في موسكو، حيث لا تستطيع الجهات التنظيمية الغربية المساس بها.
ورغم مسكنهم الفخم، إلا أن العائلة معزولة عن الأوساط السورية والروسية الراقية التي كانت تتمتع بها سابقًا. وقد ترك فرار بشار المفاجئ من سوريا في اللحظات الأخيرة المقربين منه يشعرون بالتخلي، ويمنعه مساعدوه الروس من التواصل مع كبار مسئولي النظام.
وقال صديق للعائلة: «إنها حياة هادئة للغاية». «لا يكاد يكون له أي اتصال بالعالم الخارجي، إن وجد. فهو على تواصل فقط مع شخصين كانا في قصره، مثل منصور عزام [وزير شئون الرئاسة السوري الأسبق] وياسر إبراهيم [أبرز المقربين من الأسد في الشؤون الاقتصادية].»
بشار الأسد لم يعد مهما لبوتين
وقال مصدر مقرب من الكرملين إن الأسد أصبح «غير ذي أهمية» إلى حد كبير بالنسبة لبوتين والنخبة السياسية الروسية. وأضاف المصدر: لا يتسامح بوتين مع القادة الذين يفقدون قبضتهم على السلطة، ولم يعد يُنظر إلى الأسد كشخصية مؤثرة أو حتى كضيف مرغوب فيه على مائدة العشاء.
وفرّ الأسد مع أبنائه من دمشق في الساعات الأولى من صباح 8 ديسمبر 2024، مع اقتراب الثوار السوريين من العاصمة من الشمال والجنوب. واستقبلتهم حراسة عسكرية روسية، ونُقلوا إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية، حيث تم إجلاؤهم جواً خارج البلاد.
لم يُحذّر الأسد عائلته أو حلفاءه المقربين من النظام من الانهيار الوشيك، بل تركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم.
وقال صديق لماهر الأسد، شقيق بشار ومسئول عسكري رفيع، يعرف العديد من أعضاء القصر السابقين: «كان ماهر يتصل ببشار لأيام لكنه لم يرد. بقي في القصر حتى اللحظة الأخيرة، ووجد الثوار جمر الشيشة لا يزال دافئًا. كان ماهر، وليس بشار، هو من ساعد الآخرين على الفرار. لم يكن بشار يهتم إلا بنفسه».
وتذكر محامي رفعت الأسد، عم بشار، كيف اتصل به موكلوه في حالة من الذعر، غير متأكدين من كيفية الهروب من سوريا بعد فرار بشار. قال إيلي حاتم، محامي رفعت: عندما وصلوا إلى حميميم، أخبروا الجنود الروس أنهم من عائلة الأسد، لكنهم لم يكونوا يتحدثون الإنجليزية أو العربية. لذلك اضطر ثمانية منهم إلى النوم في سياراتهم أمام القاعدة. لم تتمكن العائلة من الفرار إلا بعد تدخل مسئول روسي رفيع.
في الأشهر الأولى التي تلت فرار عائلة الأسد، لم يكن حلفاء النظام السابق في بال بشار. اجتمعت العائلة في موسكو لدعم أسماء، السيدة الأولى السابقة لسوريا المولودة في بريطانيا، والتي كانت تعاني من سرطان الدم لسنوات وتدهورت حالتها الصحية.
نقلاً عن : اليوم السابع
