التخطي إلى المحتوى

في توصية حديثة أعلنتها الصحة العالمي  جاء التأكيد على أهمية التطعيم ضد «التهاب الكبد ب» باعتباره أحد أخطر الأمراض الفيروسية التي تؤثر على صحة الكبد وتسبب مضاعفات طويلة الأمد قد تصل إلى التليف أو سرطان الكبد، وتأتي هذه التوصية في إطار الجهود العالمية الرامية إلى تقليل معدلات الإصابة والوفيات المرتبطة بالمرض، خاصة في الدول ذات معدلات الانتشار المرتفعة، حيث شددت المنظمة على أن التطعيم يمثل الوسيلة الأكثر أمانًا وفعالية للوقاية من «التهاب الكبد ب» وحماية الأجيال الحالية والمستقبلية.

أهمية توصية منظمة الصحة العالمية

توصية «منظمة الصحة العالمية» الجديدة تعكس إدراكًا متزايدًا لحجم التحدي الذي يفرضه «التهاب الكبد ب» على النظم الصحية، فالمرض غالبًا ما ينتقل دون أعراض واضحة في مراحله الأولى، ما يجعل الكثير من المصابين غير مدركين لحالتهم الصحية إلا بعد حدوث مضاعفات خطيرة، ولهذا أكدت المنظمة أن الالتزام بالتطعيم منذ سن مبكرة يساهم في كسر سلسلة العدوى والحد من انتشار الفيروس بين المجتمعات، كما أن تطبيق هذه التوصية يسهم في تحقيق هدف القضاء على التهاب الكبد كتهديد للصحة العامة خلال العقود المقبلة.

ما هو لقاح التهاب الكبد ب

لقاح «التهاب الكبد ب» هو لقاح آمن ومعتمد عالميًا ويعمل على تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تحمي الجسم من الإصابة بالفيروس، وأوضحت «منظمة الصحة العالمية» أن اللقاح يتميز بفعالية عالية عند الحصول على الجرعات الكاملة الموصى بها، كما يمكن إعطاؤه للأطفال والبالغين دون مخاطر تذكر، وتكمن أهمية هذا اللقاح في قدرته على توفير حماية طويلة الأمد قد تستمر مدى الحياة، وهو ما يجعله ركيزة أساسية في برامج التحصين الوطنية.

الفئات المستهدفة بالتوصية الجديدة

أكدت التوصية الحديثة أن تطعيم الأطفال حديثي الولادة يمثل خطوة محورية في الوقاية من «التهاب الكبد ب» حيث أوصت بإعطاء الجرعة الأولى خلال الساعات الأولى بعد الولادة، إضافة إلى ذلك شددت «منظمة الصحة العالمية» على ضرورة تطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل العاملين في المجال الصحي والأشخاص الذين يخضعون لإجراءات طبية متكررة، وكذلك البالغين غير المطعمين سابقًا، وتطبيق هذه السياسة الشاملة يضمن تقليل فرص انتقال العدوى داخل المستشفيات والمجتمع.

دور التطعيم في الحد من المضاعفات

التطعيم ضد «التهاب الكبد ب» لا يقتصر دوره على الوقاية من العدوى فحسب بل يسهم أيضًا في تقليل العبء الناتج عن المضاعفات الخطيرة المرتبطة بالمرض، فالإصابة المزمنة قد تؤدي إلى تليف الكبد أو الفشل الكبدي، وهو ما يتطلب علاجات مكلفة ومعقدة، ومن خلال الالتزام بتوصيات «منظمة الصحة العالمية» يمكن تقليل الحاجة إلى هذه العلاجات وتحسين جودة حياة الأفراد، كما يساعد التطعيم في تقليل الضغط على الأنظمة الصحية الوطنية.

التحديات التي تواجه تطبيق التوصية

رغم وضوح فوائد التطعيم ضد «التهاب الكبد ب» إلا أن هناك تحديات تعيق التطبيق الكامل للتوصية، من أبرزها نقص الوعي لدى بعض الفئات بأهمية اللقاح، إضافة إلى صعوبات تتعلق بتوفير اللقاحات في المناطق النائية أو ذات الموارد المحدودة، ولهذا دعت «منظمة الصحة العالمية» الحكومات إلى تعزيز حملات التوعية الصحية وتوفير الدعم اللازم لضمان وصول اللقاح إلى جميع الفئات دون تمييز.

دور التوعية المجتمعية

التوعية المجتمعية تلعب دورًا محوريًا في إنجاح توصية التطعيم ضد «التهاب الكبد ب»، فكلما زادت معرفة الأفراد بمخاطر المرض وفوائد اللقاح زادت معدلات الإقبال على التطعيم، وأكدت «منظمة الصحة العالمية» على أهمية استخدام وسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات التعليمية في نشر المعلومات الصحيحة، مع التركيز على إزالة المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالتطعيم وتعزيز الثقة في البرامج الصحية.

آفاق مستقبلية للقضاء على المرض

التوصية الحديثة تمثل خطوة متقدمة نحو تحقيق رؤية عالمية خالية من «التهاب الكبد ب»، حيث تسعى «منظمة الصحة العالمية» إلى خفض معدلات الإصابة الجديدة بشكل كبير خلال السنوات القادمة، ويعتمد تحقيق هذا الهدف على التزام الدول بتنفيذ برامج تطعيم شاملة ومستدامة، إلى جانب تحسين أنظمة الرصد والكشف المبكر عن الحالات، ومع استمرار التعاون الدولي يمكن الوصول إلى مستقبل أكثر أمانًا وصحة للأجيال القادمة.

نقلاً عن : القارئ نيوز