التخطي إلى المحتوى

جامعة المنصورة الجديدة: الندوة للتوعية بخطورة هذه الظاهرة على الشباب والأسرة والمجتمع من منظور ديني وتربوي

نظمت جامعة المنصورة الجديدة الندوة التثقيفية بعنوان “بين المباح والمحرم – الموقف الشرعي من القمار الإلكتروني”، وذلك في إطار دورها التوعوي ومسؤوليتها التربوية تجاه طلابها وأفراد المجتمع، تحت رعاية الدكتور معوض محمد الخولي، رئيس الجامعة، وفضيلة الشيخ سامي عجور، مدير عام منطقة وعظ الدقهلية، وبمشاركة كلية بمشاركة كلية الصيدلة، التمريض، الأعمال.

وأُقيمت الندوة اليوم وسط حضور لافت من طلاب الجامعة وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية،تأتي هذه الندوة في إطار التعاون المستمر بين جامعة المنصورة الجديدة ومنطقة وعظ الدقهلية بالأزهر الشريف، تضمن البرنامج محاضرة رئيسية قدّمها كل من فضيلة الشيخ لطفي محمود عراقي، والشيخ سويلم محمد طلبه على يوسف، من علماء الأزهر الشريف بمنطقة الوعظ بالدقهلية.

أكد الدكتور معوض محمد الخولي، رئيس جامعة المنصورة الجديدة، أن تنظيم مثل هذه الندوات يجسد حرص الجامعة الدائم على القيام بدورها التوعوي والتربوي، إلى جانب دورها العلمي والأكاديمي.

وأوضح رئيس جامعة المنصورة الجديدة، أن انتشار القمار الإلكتروني أصبح تحديًا يواجه شريحة واسعة من الشباب، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية والانفتاح على العالم الرقمي، مشيرًا إلى ضرورة التصدي لهذا الخطر من منظور ديني وأخلاقي واجتماعي.

وأضاف رئيس جامعة المنصورة الجديدة، أن اختيار موضوع الندوة جاء نتيجة ملاحظة تزايد انخراط الشباب في الألعاب الإلكترونية التي تتضمن ممارسات القمار، الأمر الذي قد يؤدي إلى آثار سلبية جسيمة على الفرد والأسرة والمجتمع، مثل ضياع الوقت والمال، وترسيخ قيم خاطئة تتعارض مع تعاليم الدين.

ونوّه رئيس جامعة المنصورة الجديدة، إلى أهمية رفع وعي الطلاب بموقف الشريعة الإسلامية الواضح من القمار الإلكتروني، الذي يضر بالنسيج الاجتماعي ويهدد استقرار الأسر ويزرع سلوكيات سلبية بين الشباب.

وأشار رئيس جامعة المنصورة الجديدة، إلى أن الشراكة مع وعظ الأزهر الشريف تعكس إيمان الجامعة بأهمية التكامل بين المؤسسات العلمية والدينية لمواجهة الظواهر المستجدة والتحديات الأخلاقية، والعمل على تحصين الشباب بالعلم والدين، وتوفير بيئة جامعية آمنة قائمة على المبادئ والقيم الأصيلة.

واختتم رئيس جامعة المنصورة الجديدة، كلمته بالتأكيد على استمرار عقد مثل هذه اللقاءات إيمانًا من الجامعة برسالتها في بناء جيل واعٍ ومحصن ضد الأفكار والسلوكيات الضارة.

استهل الشيخ لطفي محمود عراقي حديثه بالتأكيد على أن القمار بجميع صوره التقليدية والإلكترونية داخل في مسمى الميسر المحرم في كتاب الله وسنة رسوله، مستشهدًا بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، مبينًا أن الميسر يشمل كل معاملة يدور فيها المال بين الغُنم والغُرم دون مقابل حقيقي نافع.

وأوضح فضيلته أن تطبيقات القمار الإلكترونية والمراهنات في الألعاب والمنصات الرقمية لا تختلف في حقيقتها عن صور القمار المعروفة؛ لأنها تقوم على المخاطرة المالية، وأكل أموال الناس بالباطل، وإشاعة العداوة والبغضاء بين المتعاملين بها.​

ومن جانبه، أشار الشيخ سويلم طلبه إلى أن القمار الإلكتروني يمثل بابًا واسعًا للفساد الأخلاقي والمالي؛ إذ يرتبط في كثير من الأحيان بإدمان الألعاب، وضياع الأوقات، والتعلق المرضي بالمكاسب السريعة الوهمية، مؤكدًا أن المال الناتج عن القمار مال خبيث يجب على المسلم أن يتخلص منه ولا يُنفقه على نفسه وأهله.

وبيّن أن سهولة الوصول إلى منصات القمار عبر الهواتف الذكية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وشبكة الإنترنت، تجعل الشباب أكثر عرضة للاستدراج والتغرير عبر إعلانات مضللة توهمهم بالثراء السريع، داعيًا إلى ضرورة تحصينهم بالإيمان، وتعميق معاني الرقابة الذاتية وخشية الله في السر والعلن.​

كما تطرقت الندوة إلى مجموعة من التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة، ومنها الانشغال المفرط بالتكنولوجيا، وضغط العمل، وتأثير البيئة المحيطة، مؤكدين أن الحل يبدأ من داخل الأسرة عبر تعزيز الحوار، والاستماع الفعّال، وبناء الثقة بين الآباء والأبناء.

وشدد المحاضران على أهمية دور الوالدين في المتابعة الواعية لاستخدام الأبناء للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ووضع ضوابط زمنية وأخلاقية للتعامل مع الألعاب والتطبيقات، بجانب التربية على تعظيم حدود الله والعمل بقول الحق سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ”.​

وفي ختام الندوة، دعا المحاضران إلى ضرورة تكاتف الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلامية والدعوية في نشر الوعي بمخاطر القمار الإلكتروني، وتوضيح الحكم الشرعي فيه، والتحذير من التورط في أي صورة من صوره عبر الشبكة العنكبوتية أو التطبيقات المختلفة.

كما ناشدا الشباب بالابتعاد عن كل ما يوقعهم في الحرام، واستثمار أوقاتهم في العلم والعمل النافع، مستحضرين قول الله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا”، ومؤكدين أن التزام أوامر الله واجتناب نواهيه هو السبيل الحقيقي لحفظ الشباب وصون المجتمع من هذه الآفة.

نقلاً عن : كشكول