التخطي إلى المحتوى

في قرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، تمتد الحقول الخضراء كأنها لوحات من الحياة، تروي حكاية تعب الفلاحين مع بداية موسم حصاد القلقاس الذي ينتظرونه كل عام، أملا في جني ثمرة جهدهم الطويل، لكن فرحتهم هذا الموسم جاءت ناقصة، بعدما اصطدموا بواقع مؤلم من ارتفاع التكاليف ونقص الأسمدة وركود الأسعار.

يقول “حنفي محمود” ،وهو اكبر مزارعين القرية وملقب بعمدة زراعه القلقاس، إن موسم هذا العام هو الأصعب منذ سنوات، فكل شيء تضاعف ثمنه؛ من أجور العمالة إلى تكاليف النقل، مرورا بالأسمدة التي لم يحصلوا عليها من الجمعيات الزراعية واضطروا لشرائها من السوق السوداء بأسعار باهظة.

وأشار “حنفي” إلى أنه ورث زراعة القلقاس عن والده الذي ورثها عن جده، موضحا أن قرية شنوان مشهورة بزراعة القلقاس منذ ما يقرب من 200 عام، بفضل وفرة المياه التي يحتاجها هذا المحصول طوال فترة زراعته.

وأضاف أنه خلال موسم الزراعة يقوم بزراعة الذرة وبعض الخضروات داخل حقول القلقاس، لأن القلقاس لا يمنع نمو محاصيل أخرى في قلبه، مما يساعد على تعويض جزء من الخسائر.

وأوضح أن سعر الكيلو لا يتجاوز 8 جنيهات، وهو ما يعني أن الفلاح يخرج من الموسم بخسارة صافية رغم الجهد الكبير الذي يبذله طوال العام.

أما  “سامح شريف”  فأكد أن الفلاحين أصبحوا في حيرة بين بيع المحصول بسعر لا يغطي التكلفة أو الاحتفاظ به دون جدوى، مشيرًا إلى أن زراعة القلقاس تستمر في الأرض من 10 إلى 14 شهرا وتحتاج إلى مياه وفيرة طوال العام، ما يضاعف الأعباء في ظل ارتفاع أسعار الكهرباء والمازوت اللازم لتشغيل ماكينات الري.

ومن جانبه أوضح “رمضان عبد القادر “أن المحصول هذا العام جيد من حيث الجودة والحجم، لكن غياب الدعم الزراعي جعل المزارعين يشعرون بالإحباط، مؤكدا أن “الفلاح هو العمود الفقري للبلد، واستمرار تجاهله يهدد الزراعة بأكملها، وليس محصول القلقاس فقط”.

وبينما تكتسي الحقول باللون الأخضر، تكسو وجوه المزارعين ملامح التعب والقلق، فرغم أن الأرض لا تبخل بعطائها، إلا أن يد الفلاح باتت تجاهد للبقاء.

وينتظر أهالي شنوان دعما حقيقيا يعيد للزراعة هيبتها، ويمنح الفلاحين حياة كريمة، حتى لا يظل موسم الحصاد عندهم فرحة لا تكتمل.







IMG-20251005-WA0015





IMG-20251005-WA0014





IMG-20251005-WA0020





IMG-20251005-WA0012

نقلاً عن : مصر تايمز