التخطي إلى المحتوى

الموز من أكثر الفواكه المحبوبة حول العالم، فهو غني بالعناصر الغذائية المفيدة ويمنح طاقة فورية للجسم، إلا أن دراسة جديدة كشفت مؤخرًا عن مفاجأة تتعلق بطريقة تناوله، حيث حذّرت من خلط الموز مع العصائر الطبيعية مثل الفراولة أو البرتقال أو التفاح، مؤكدة أن هذا المزيج الذي يبدو صحيًا في ظاهره قد يقلل من الفوائد الغذائية ويؤثر على امتصاص مضادات الأكسدة في الجسم، وهو ما يجعل الكثيرين يعيدون التفكير في طريقة إعداد مشروباتهم اليومية.

دراسة علمية تكشف التأثير المفاجئ لخلط الموز بالعصائر

أوضحت الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة أمريكية مرموقة أن خلط الموز مع العصائر الطازجة يغيّر التفاعلات الكيميائية داخل المشروب، بسبب احتوائه على إنزيم يُعرف باسم «البوليفينول أوكسيديز» وهو المسؤول عن أكسدة الفواكه وتحول لونها إلى البني، وأشارت النتائج إلى أن هذا الإنزيم يعمل على تقليل مستويات مضادات الأكسدة الموجودة في العصائر الأخرى عند مزجها مع الموز، مما يؤدي إلى خسارة جزء كبير من قيمتها الغذائية.

وأضاف الباحثون أن مضادات الأكسدة تعد من العناصر الأساسية التي تساعد على مقاومة الجذور الحرة في الجسم وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان، وبالتالي فإن أي عامل يقلل من امتصاصها يشكّل خطرًا صحيًا على المدى الطويل، وهنا تكمن أهمية معرفة طريقة تناول الموز بالشكل الصحيح دون أن يفقد الجسم فوائده الحيوية.

الموز وتأثيره على امتصاص الفيتامينات في العصائر

وأشارت الدراسة إلى أن تناول الموز بمفرده لا يشكّل أي مشكلة، بل بالعكس فهو مصدر ممتاز لفيتامين B6 والبوتاسيوم والمغنيسيوم والألياف، إلا أن خلطه بالعصائر، خاصة تلك الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والكيوي، يؤدي إلى تفاعل كيميائي يقلل من امتصاص الفيتامينات داخل الجهاز الهضمي، حيث يرتبط إنزيم الموز بمركبات الفينول في الفاكهة الأخرى، ما يعيق الاستفادة المثلى منها.

وأكدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون مشروبات الطاقة الطبيعية بعد التمارين الرياضية بإضافة الموز مع فواكه أخرى قد لا يحصلون على القيمة الكاملة من العناصر الغذائية كما يظنون، لأن الإنزيمات النشطة في الموز تعيق امتصاص بعض العناصر المفيدة في تلك الفواكه، مشيرة إلى أن الحل الأمثل هو تناول الموز منفصلًا بفترة زمنية لا تقل عن نصف ساعة عن العصير الطبيعي.

نصائح لتناول الموز بطريقة صحية

أكد خبراء التغذية أن الفائدة الكبرى من الموز تتحقق عند تناوله طازجًا دون خلطه مع مكونات أخرى في العصير، موضحين أن كثيرًا من الناس يلجأون إلى إعداد سموثي يحتوي على الموز مع الحليب أو الفواكه الأخرى للحصول على طاقة فورية، لكنهم لا يدركون أن بعض المكونات قد تتفاعل معه وتقلل من امتصاص الجسم للعناصر المفيدة، لذلك يُنصح باختيار نوع واحد من الفاكهة عند إعداد العصائر، أو تناولها على مراحل متفرقة خلال اليوم.

وأشار الخبراء إلى أن من «الأفضل» تناول الموز مع القليل من المكسرات أو الشوفان في وجبة الإفطار، لأنه يمنح إحساسًا بالشبع ويعزز النشاط العقلي والبدني، كما أن مكوناته من الألياف الطبيعية تساعد في تنظيم حركة الأمعاء وتحسين عملية الهضم، دون الحاجة إلى خلطه بعصائر تقلل من فوائده.

متى يكون الموز ضارًا

رغم أن الموز غني بالعناصر المفيدة، إلا أن الإفراط في تناوله أو خلطه بمكونات غير مناسبة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، فقد أوضح الأطباء أن مزج الموز مع الحليب أو العصائر الدسمة يؤدي إلى زيادة محتوى السعرات الحرارية بشكل كبير، ما قد يسبب زيادة في الوزن عند تناوله بانتظام بهذه الطريقة، كما أن بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في مستوى السكر في الدم عليهم الحذر من تناول الموز بكميات كبيرة لأنه يحتوي على نسب مرتفعة من الكربوهيدرات.

وأوضح الباحثون أن أفضل وقت لتناول الموز هو في الصباح الباكر أو قبل ممارسة التمارين الرياضية بمدة قصيرة، لأنه يمنح طاقة سريعة ويساعد في استعادة النشاط العضلي بعد المجهود البدني، بينما يفضل تجنبه في وجبة العشاء أو قبل النوم مباشرة لتفادي زيادة السكر في الدم أثناء الليل.

الموز وفوائده رغم التحذير من خلطه

وعلى الرغم من التحذيرات المتعلقة بخلط الموز مع العصائر، إلا أن فوائده الصحية لا يمكن إنكارها، فهو من أكثر الفواكه التي تحتوي على المعادن الأساسية، حيث يساعد على تنظيم ضغط الدم بفضل محتواه من البوتاسيوم، كما يساهم في تعزيز المزاج وتحسين الحالة النفسية لاحتوائه على مادة «التربتوفان» التي ترفع مستويات هرمون السعادة في الدماغ، إضافة إلى دوره في تقوية جهاز المناعة وتحسين صحة القلب.

وشددت الدراسة على أن الهدف من التحذير ليس الامتناع عن تناول الموز، بل الانتباه إلى طريقة استخدامه ضمن النظام الغذائي اليومي، لأن التوازن في المكونات الغذائية هو ما يضمن الحصول على أقصى فائدة صحية ممكنة.

خلص الباحثون في نهاية الدراسة إلى أن الجمع بين الموز والعصائر الطازجة ليس الخيار الأفضل لمن يسعى للحصول على أعلى فائدة غذائية، لأن «التفاعل الكيميائي بين إنزيم الموز ومضادات الأكسدة» يؤدي إلى فقدان جزء من القيمة المفيدة للعصير، لذلك يُنصح بالفصل بين تناول الموز والعصائر بفاصل زمني مناسب للحفاظ على الفوائد الكاملة.

نقلاً عن : القارئ نيوز