أعلنت شركة سامسونج الكورية الجنوبية أنها تعمل على تطوير تقنيات أساسية لإنتاج روبوت بشري متكامل، في خطوة تمهد لدخولها مجال الذكاء الاصطناعي الأكثر طموحًا وتعقيدًا.
جاء ذلك خلال معرض RoboWorld 2025 في كوريا الجنوبية، حيث كشف أوه جون-هو، رئيس قسم الروبوتات المستقبلية في سامسونج، أن الشركة تطور حالياً مكونات رئيسية تشمل المحركات الدقيقة، وأجهزة الاستشعار، والبرمجيات، والأذرع الروبوتية، مؤكدًا أن الروبوتات البشرية تمثل تحدياً جديداً، لكن سامسونج مستعدة لمواجهته بفضل خبرتها وبنيتها التحتية الضخمة.
وأوضح أوه أن سامسونج تتعاون مع شركتي إنفيديا وRainbow Robotics لتعزيز منظومتها الخاصة بالروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن أول نموذج أولي سيظهر قريبًا جدًا، وفق تقرير نشره موقع Digital Trends.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يتنامى فيه الاهتمام العالمي بالروبوتات البشرية، مع انتقالها من مرحلة الخيال العلمي إلى الاستخدام التجاري الواقعي، وزيادة الطلب على ما يعرف بـ”الذكاء الاصطناعي المادي”. وتتسابق شركات عالمية مثل Figure وUnitree لتقديم روبوتات قادرة على أداء مهام بشرية في البيئات الصناعية والمنزلية.
وتشير تصريحات سامسونج إلى أن الشركة تخطط لتصنيع المكونات الحيوية للروبوت بنفسها، مثل المشغلات وأجهزة الاستشعار، وهو ما يعكس توجهها نحو الاعتماد الكامل على الإنتاج الداخلي لبناء منظومة روبوتات متكاملة، شبيهة بالنهج الذي اعتمدته في صناعة الهواتف الذكية والرقائق الإلكترونية.
ولم تكتفِ سامسونج بذلك، إذ عرضت عدد من الشركات الكورية الأخرى، مثل A-Robot وYuil Robotics، نماذجها الخاصة خلال المعرض، ما يعكس تصاعد المنافسة في السوق الكورية الجنوبية نفسها.
ورغم أن سامسونج لم تكشف بعد عن مواصفات روبوتها أو موعد الإطلاق الرسمي، فإن تصريحات أوه توحي بأن العرض الأول قد يشمل روبوتًا بقدرات استثنائية، مثل أذرع متقدمة وحركة شبيهة بالجمبازيين، ما يجعل الشركة مرشحة لأن تكون واحدة من أوائل شركات الإلكترونيات الكبرى التي تنقل الذكاء الاصطناعي من الشاشات إلى أرض الواقع، عبر روبوتات بشرية تجمع بين القوة، الذكاء، والتصميم الكوري المتقن.
“Samsung Wallet” وتجربة التكامل الداخلي
ويعكس مشروع الروبوت البشري نفس الفلسفة التي اعتمدتها سامسونج سابقًا في هواتفها الذكية ومحفظتها الرقمية Samsung Wallet، والتي أثبتت قدرتها على تقديم تجربة متكاملة لمستخدمي أجهزة Galaxy.
فحتى مع مرور سنوات على إطلاق Galaxy S21، لا يزال كثير من المستخدمين يحتفظون بالهاتف بفضل ميزات يصعب الاستغناء عنها، أبرزها تطبيق سامسونج وولِت، وفق AndroidPolice. ويعتمد كل من Samsung Wallet وGoogle Wallet على تقنيات الدفع المرمّز والتحقق بالبصمة أو التعرف على الوجه، كما يدعمان حفظ الهويات الرقمية وبطاقات الدخول والمفاتيح الذكية للسيارات، إلا أن سامسونج نجحت في جعل التجربة أكثر تكاملاً وسلاسة.
فبينما ألغت جوجل في يونيو 2024 ميزة التحويل من شخص إلى آخر (P2P)، أطلقت سامسونج في 2025 ميزة “Tap to Transfer” التي تتيح تحويل الأموال مباشرة عبر تقنية NFC من بطاقة الخصم إلى بطاقة المستلم فوراً، دون الحاجة إلى تطبيقات وسيطة، بشرط أن يكون الطرف الآخر مستخدماً لتطبيق سامسونج وولِت.
ورغم أن Google Wallet متاح عالميًا في أكثر من 80 دولة مقارنة بـ29 دولة فقط لتطبيق سامسونج، إلا أن التجربة ليست موحدة، حيث يعمل التطبيق بسلاسة في الولايات المتحدة حتى دون اتصال بالإنترنت، بينما يحتاج في دول مثل الهند للاتصال الدائم عبر تطبيق Google Pay، ما يقلل من كفاءته ويجعل التجربة أكثر تعقيدًا.
وفي المقابل، توفر سامسونج وولِت تجربة أكثر استقرارًا بفضل تكاملها العميق مع منظومة Galaxy، مما يتيح للمستخدمين الدفع مباشرة من شاشة القفل أو الشاشة الرئيسية، واستخدام التطبيق عبر ساعات Galaxy الذكية، لكنها تبقى حصرية لمستخدمي أجهزة سامسونج فقط.
وهكذا، يجمع مشروع الروبوت البشري بين فلسفة التكامل الداخلي والاعتماد على الخبرة التكنولوجية التي ميزت سامسونج سابقًا، سواء في الهواتف الذكية أو حلول الدفع الرقمية، لتؤكد طموح الشركة في توسيع رقعة حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي المادي.
نقلاً عن : تحيا مصر
