سخونية الأطفال من أكثر الأعراض التي تقلق الأمهات والآباء خاصة عندما ترتفع بشكل مفاجئ، ويبحث الجميع عن «طرق فعالة» و«آمنة» تساعد على خفض درجة الحرارة دون تعريض الطفل لأي مخاطر، وتعد سخونية الأطفال من العلامات الشائعة التي ترافق العديد من الأمراض البسيطة أو الفيروسية، ومع ذلك فإن التعامل معها يحتاج إلى فهم صحيح وخطوات دقيقة تساعد على تهدئة الطفل بسرعة.
معنى سخونية الأطفال ولماذا تحدث
تظهر سخونية الأطفال كاستجابة طبيعية من الجهاز المناعي للجسم عندما يواجه عدوى فيروسية أو بكتيرية، حيث ترتفع درجة الحرارة الداخلية بهدف محاربة مسببات المرض، وقد يعاني الطفل من رعشة أو احمرار في الوجه أو فقدان الشهية أو شعور بالإرهاق، وتعد هذه العلامات مؤشرًا على بدء الجسم في الدفاع عن نفسه، ومن المهم أن يعرف الأهل أن «سخونية الأطفال ليست مرضًا مستقلًا» وإنما عرضًا لمشكلة صحية تحتاج إلى متابعة مستمرة، وكلما كان التعامل مع سخونية الأطفال سريعًا وواعيًا كلما قلت احتمالية حدوث مضاعفات لدى الطفل، وهو ما يجعل البحث عن طرق آمنة لخفض الحرارة أمرًا ضروريًا لكل أسرة.
علامات شائعة تُرافق سخونية الأطفال
قد تختلف علامات سخونية الأطفال من طفل لآخر حسب العمر والوزن والحالة الصحية العامة، إلا أن الكثير من الأطفال يصابون بحالة من التعب أو البكاء المستمر أو سرعة ضربات القلب، وقد تبدو أطرافهم دافئة أو باردة في الوقت نفسه، وهذه التغييرات الطبيعية تحدث نتيجة ارتفاع الحرارة الداخلية للجسم، وتساعد مراقبة هذه العلامات على تحديد درجة سخونية الأطفال بدقة مما يسهل اتخاذ قرار التدخل المنزلي أو طلب الاستشارة الطبية، كما تشير حالات معينة مثل الإسهال أو السعال أو ألم الحلق إلى وجود عدوى مرتبطة بارتفاع الحرارة.
خطوات منزلية فعالة لخفض سخونية الأطفال
هناك مجموعة من الخطوات البسيطة التي يمكن اتباعها في المنزل للسيطرة على سخونية الأطفال بطريقة آمنة وسريعة، ومن هذه الطرق
إزالة الملابس الثقيلة وإبقاء الطفل بملابس قطنية خفيفة مما يساعد على تهوية الجسم وتقليل الحرارة، إعطاء الطفل كمية كافية من السوائل مثل الماء أو العصائر الطبيعية مما يحافظ على ترطيب الجسم ويمنع الجفاف الناتج عن سخونية الأطفال، وضع كمادات فاترة على الجبهة والرقبة وتحت الإبطين وهي من «الطرق الأكثر فعالية» لخفض الحرارة بطريقة طبيعية دون إجهاد جسم الطفل، كما يمكن إعطاء الطفل حمامًا فاترًا يساعد على تهدئة الجسم وتخفيف السخونية تدريجيًا، ومن المهم تجنب استخدام الماء البارد بشكل مباشر لأنه قد يسبب ارتعاش الجسم ويزيد سخونية الأطفال بدلًا من خفضها
أدوية آمنة تستخدم في حالات سخونية الأطفال
في بعض الحالات يحتاج الطفل إلى استخدام أدوية خافضة للحرارة ولكن يجب أن تكون تحت إشراف طبي أو وفق الجرعات المناسبة للعمر والوزن، ويعد الباراسيتامول أو الإيبوبروفين من الأدوية الشائعة التي يمكن استخدامها لخفض سخونية الأطفال بطريقة آمنة إذا تم الالتزام بالتعليمات، ويجب عدم إعطاء الطفل أي دواء يحتوي على الأسبرين لأنه غير مناسب للأطفال ويعرضهم لمشكلات خطيرة، كما ينبغي تجنب تكرار الجرعات بشكل غير محسوب لأن ذلك قد يؤدي إلى آثار جانبية، وتعد استشارة الطبيب عند استمرار سخونية الأطفال لأكثر من يومين خطوة أساسية لا يمكن تجاهلها
متى تصبح سخونية الأطفال حالة تستدعي القلق
هناك علامات يجب الانتباه إليها لأنها قد تشير إلى أن سخونية الأطفال ليست مجرد عرض بسيط، ومن هذه العلامات استمرار الحرارة المرتفعة رغم استخدام الطرق المنزلية، أو ظهور طفح جلدي غير مبرر على جلد الطفل، أو صعوبة في التنفس، أو قيء مستمر، أو خمول شديد يجعل الطفل غير قادر على الاستيقاظ بسهولة، وفي حال ظهور أي من هذه العلامات يجب التوجه للطبيب بشكل فوري لأن «التدخل المبكر» يساهم في حماية الطفل من أي مضاعفات، كما أن سخونية الأطفال عند الرضع أقل من ثلاثة أشهر تستدعي استشارة عاجلة لأنها قد تكون مؤشرًا على مشكلة صحية تستوجب تقييمًا دقيقًا.
طرق وقائية لحماية الأطفال من السخونية
يمكن الوقاية من سخونية الأطفال من خلال بعض الخطوات اليومية التي تقلل من فرص الإصابة بالعدوى، وتشمل هذه الخطوات غسل اليدين بشكل منتظم قبل تناول الطعام وبعد العودة من الخارج، تنظيف الألعاب والأدوات التي يستخدمها الطفل، الحفاظ على بيئة نظيفة في المنزل وتهويته بشكل جيد، تقديم غذاء صحي غني بالفيتامينات التي تعزز المناعة، وتشجيع الطفل على شرب الماء خلال اليوم، كما أن التطعيمات الدورية تعد من العوامل الأساسية التي تحمي الطفل من العديد من الأمراض التي تسبب سخونية الأطفال، وتساهم هذه الممارسات في تقليل احتمالية إصابة الطفل بالعدوى وبالتالي خفض حدوث السخونية.
دور الأسرة في التعامل مع سخونية الأطفال
تلعب الأسرة دورًا مهمًا في التعامل الصحيح مع سخونية الأطفال، حيث يجب أن يتحلى الأهل بالهدوء وأن يراقبوا الحالة دون قلق زائد لأن الخوف الشديد قد يمنع اتخاذ القرارات الصحيحة، ومن المهم تسجيل درجة الحرارة بشكل مستمر كل بضع ساعات لمعرفة مدى تحسن الطفل، كما تساعد متابعة سلوك الطفل وتغيراته طوال اليوم في تقييم الحالة بشكل أفضل، ويجب أن يعرف الأهل أن الدعم النفسي والاحتضان وتوفير الراحة من «العوامل الأساسية» التي تساهم في تهدئة سخونية الأطفال بالإضافة للطرق الطبية، وعندما يشعر الطفل بالأمان يبدأ جسمه في الاستجابة بشكل أسرع للعلاج.
نقلاً عن : القارئ نيوز
