التخطي إلى المحتوى

يُعد «الهضم» من العمليات الحيوية التي تضمن للإنسان امتصاص العناصر الغذائية الضرورية لبناء الجسم والمحافظة على صحته، ولكن عندما يصاب الطفل بمشكلة «عسر الهضم» تبدأ معاناته مع آلام المعدة والانتفاخات والشعور بالامتلاء، وهي من أكثر المشكلات التي تؤرق الأمهات وتجعل الطفل يفقد شهيته للطعام ويعاني من اضطرابات متكررة، ويحتاج الأمر إلى فهم أسباب هذه الحالة وطرق علاجها السريعة والفعالة.

ما هو «عسر الهضم» عند الأطفال

يُعرف «عسر الهضم» بأنه اضطراب في عملية الهضم داخل المعدة والجهاز الهضمي يجعل الطفل غير قادر على التعامل مع الطعام بشكل طبيعي، فيحدث بطء في تكسير الأطعمة داخل المعدة مما يؤدي إلى تراكم الغازات والشعور بعدم الراحة، وقد يصاحبه في بعض الحالات ألم في الجزء العلوي من البطن أو تجشؤ متكرر أو غثيان، ويختلف «عسر الهضم» من طفل إلى آخر حسب طبيعة الجسم ونوعية الطعام والعادات الغذائية اليومية.

أسباب «عسر الهضم» عند الأطفال

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى «عسر الهضم» لدى الأطفال، ومن أبرزها تناول الأطعمة الدسمة أو المقلية التي ترهق المعدة وتجعل عملية الهضم أبطأ من المعتاد، كما أن تناول الطعام بسرعة دون مضغ جيد يؤدي إلى دخول الهواء مع الأكل مما يسبب انتفاخ المعدة، ومن الأسباب الشائعة أيضًا الإفراط في تناول الحلويات والمشروبات الغازية التي تضعف إفراز الإنزيمات المسؤولة عن الهضم، بالإضافة إلى القلق والتوتر النفسي الذي يؤثر على الجهاز العصبي وبالتالي على الجهاز الهضمي بشكل مباشر، كما أن بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية أو المسكنات قد تسبب في بعض الحالات اضطرابات في «الهضم» خاصة إذا تم تناولها على معدة فارغة.

أعراض «عسر الهضم» عند الأطفال

تظهر على الطفل المصاب بـ«عسر الهضم» مجموعة من الأعراض التي يسهل ملاحظتها مثل آلام في المعدة والشعور بالامتلاء بعد تناول كمية صغيرة من الطعام، والتجشؤ المستمر أو خروج الغازات بكثرة، وقد يشعر الطفل بالغثيان أو القيء في بعض الأحيان، كما يعاني من فقدان الشهية وصعوبة في النوم بسبب انزعاج المعدة، وفي حالات أخرى قد يظهر انتفاخ واضح في منطقة البطن، وتكون هذه العلامات إشارة إلى أن عملية «الهضم» لا تسير بالشكل الطبيعي داخل الجهاز الهضمي.

طرق تشخيص «عسر الهضم»

عند ملاحظة الأم للأعراض السابقة يجب مراجعة الطبيب المختص، حيث يقوم الطبيب بفحص الطفل سريريًا لمعرفة مدى شدة الحالة، وقد يطلب بعض الفحوصات مثل تحليل البراز أو اختبار جرثومة المعدة أو الأشعة إذا استدعى الأمر، وذلك للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى مثل القرحة أو التهابات المعدة التي قد تسبب أيضًا صعوبة في «الهضم»، وبعد التشخيص السليم يحدد الطبيب العلاج المناسب لحالة الطفل.

علاج «عسر الهضم» عند الأطفال

يعتمد علاج «عسر الهضم» على تعديل النظام الغذائي أولًا، فيجب تقليل الأطعمة الدسمة والمقلية واستبدالها بالأطعمة المسلوقة أو المشوية التي يسهل هضمها، كما يُفضل تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة ومتعددة بدلًا من تناول وجبة واحدة كبيرة ترهق المعدة، وينصح بتناول الفواكه الغنية بالألياف مثل التفاح والموز التي تساعد في تحسين حركة الأمعاء وتعزز عملية «الهضم»، كما يُفضل الابتعاد عن المشروبات الغازية واستبدالها بالماء والعصائر الطبيعية، وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية خفيفة لتحسين الهضم مثل مضادات الحموضة أو الإنزيمات الهضمية ولكن تحت إشراف طبي.

نصائح منزلية لتسهيل «الهضم»

هناك مجموعة من النصائح التي تساعد الأمهات على تخفيف «عسر الهضم» لدى أطفالهن مثل تشجيع الطفل على تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا، والحرص على أن يجلس في وضع مستقيم أثناء تناول الوجبات لتسهيل مرور الطعام إلى المعدة، كما يُفضل عدم السماح للطفل باللعب أو النوم مباشرة بعد الأكل لأن ذلك يعيق عملية «الهضم»، ويُستحسن أن تكون آخر وجبة قبل النوم بساعتين على الأقل، ويمكن أيضًا إعطاء الطفل مشروبات طبيعية مهدئة مثل النعناع أو اليانسون التي تساعد على ارتخاء عضلات المعدة وتحسين «الهضم».

متى يجب استشارة الطبيب

في بعض الحالات قد لا يكفي العلاج المنزلي، وهنا يجب التوجه للطبيب إذا استمر «عسر الهضم» لفترة طويلة أو كان مصحوبًا بقيء متكرر أو فقدان وزن ملحوظ، لأن هذه الأعراض قد تشير إلى مشكلة أكبر في الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة أو حساسية الطعام، والطبيب وحده هو القادر على تحديد السبب ووصف العلاج المناسب.

الوقاية من «عسر الهضم» عند الأطفال

الوقاية دائمًا خير من العلاج، ويمكن للأم أن تقي طفلها من مشكلة «عسر الهضم» من خلال تعليم العادات الغذائية السليمة مثل تناول الطعام في مواعيد منتظمة وعدم الإفراط في الحلويات والدهون، وتشجيع الطفل على شرب الماء بكثرة لأنه يساعد على تليين الطعام داخل المعدة وتحفيز «الهضم» السليم، كما أن ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي أو اللعب بعد الوجبات بساعتين يساهم في تنشيط حركة الأمعاء.

«عسر الهضم» عند الأطفال ليس بالأمر الخطير في أغلب الحالات لكنه يحتاج إلى وعي الأم ومتابعة النظام الغذائي للطفل، فالعادات الغذائية الصحية والراحة النفسية تلعبان دورًا أساسيًا في تحسين «الهضم» ومنع حدوث الاضطرابات الهضمية المتكررة، لذا فإن الاهتمام بنوعية الطعام ومواعيد تناوله يعد المفتاح الأول لحماية الطفل من هذه المشكلة.

نقلاً عن : القارئ نيوز