نزلة البرد من أكثر الأمراض الشائعة التي تصيب الكبار والصغار وغالبا ما ينظر إليها على أنها حالة بسيطة يمكن تجاوزها دون قلق إلا أن الإهمال أو ضعف المناعة قد يؤديان في بعض الأحيان إلى مضاعفات خطيرة أبرزها «الالتهاب الرئوي».
نزلة البرد وخطورتها المحتملة
تعد «نزلة البرد» عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي العلوي وتنتشر بشكل واسع خاصة في فصلي الشتاء والخريف وتظهر أعراضها عادة في صورة عطس وسعال خفيف وسيلان أنف واحتقان بالحلق وعلى الرغم من بساطة هذه الأعراض في معظم الحالات إلا أن استمرارها أو تدهورها قد يكون مؤشرا على انتقال العدوى إلى الجهاز التنفسي السفلي وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بالالتهاب الرئوي الذي يعد من الحالات الصحية الخطيرة خاصة لدى كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.
ما هي نزلة البرد وكيف تبدأ
تبدأ نزلة البرد نتيجة التعرض لفيروسات متعددة أشهرها «فيروسات الأنف» وتنتقل العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير أو ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الأنف أو الفم أو العينين ويقوم الجهاز المناعي في الحالة الطبيعية بمقاومة الفيروس خلال أيام قليلة لكن في حال ضعف المناعة أو عدم الحصول على الراحة والعلاج المناسب قد تستمر نزلة البرد لفترة أطول وتفتح الباب أمام التهابات أكثر خطورة.
علامات تنبه لتحول نزلة البرد إلى التهاب رئوي
هناك مجموعة من العلامات التحذيرية التي يجب عدم تجاهلها لأنها قد تشير إلى تحول نزلة البرد إلى التهاب رئوي ومن أبرز هذه العلامات «ارتفاع درجة الحرارة المستمر» الذي لا يستجيب للعلاج المعتاد و«السعال الشديد» المصحوب ببلغم كثيف قد يكون لونه أصفر أو أخضر وفي بعض الأحيان مدمما كما يعد «ضيق التنفس» أو الشعور بألم في الصدر عند التنفس من الأعراض المقلقة التي تستدعي التدخل الطبي الفوري ويضاف إلى ذلك الشعور بالإرهاق الشديد والدوخة وتسارع ضربات القلب وهي مؤشرات على تأثر الرئتين بشكل مباشر.
الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات
توجد فئات معينة تكون أكثر عرضة لتحول نزلة البرد إلى التهاب رئوي ومنها «كبار السن» بسبب ضعف المناعة الطبيعي مع التقدم في العمر و«الأطفال الصغار» الذين لم يكتمل جهازهم المناعي بعد إضافة إلى مرضى «السكري» و«القلب» و«الربو» والمدخنين حيث يؤثر التدخين سلبا على صحة الرئتين ويقلل من قدرتهما على مقاومة العدوى وينصح الأطباء هذه الفئات بمتابعة أي أعراض غير طبيعية فور ظهورها.
أسباب تطور نزلة البرد إلى التهاب رئوي
يرجع تطور نزلة البرد إلى التهاب رئوي لعدة أسباب من بينها إهمال الراحة والاستمرار في العمل أو الدراسة رغم شدة الأعراض وعدم الالتزام بالعلاج المناسب أو الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية دون استشارة طبية كما قد تلعب العدوى البكتيرية الثانوية دورا مهما حيث تستغل ضعف الجهاز التنفسي الناتج عن نزلة البرد وتهاجم الرئتين بشكل مباشر.
طرق تشخيص الالتهاب الرئوي
عند الاشتباه في تحول نزلة البرد إلى التهاب رئوي يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات لتأكيد التشخيص مثل الفحص السريري وسماع صوت التنفس باستخدام السماعة الطبية إضافة إلى «الأشعة السينية على الصدر» التي تظهر وجود التهابات أو تجمعات سوائل في الرئتين وفي بعض الحالات يتم إجراء تحاليل دم أو فحص البلغم لتحديد نوع العدوى ووضع الخطة العلاجية المناسبة.
طرق علاج التهاب الرئوي الناتج عن نزلة البرد
يعتمد علاج الالتهاب الرئوي على السبب الرئيسي سواء كان فيروسيا أو بكتيريا حيث قد يصف الطبيب «مضادات حيوية» في حال العدوى البكتيرية إضافة إلى أدوية خافضة للحرارة وموسعات للشعب الهوائية وفي الحالات الشديدة قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى لتلقي الأكسجين أو السوائل الوريدية ويشدد الأطباء على أهمية عدم إهمال العلاج والالتزام بتعليمات الطبيب لتجنب المضاعفات الخطيرة.
طرق الوقاية من تحول نزلة البرد إلى التهاب رئوي
تلعب الوقاية دورا أساسيا في تقليل مخاطر تحول نزلة البرد إلى التهاب رئوي ويشمل ذلك الحصول على قسط كاف من الراحة عند الإصابة وشرب كميات كافية من السوائل الدافئة لدعم الجسم ومقاومة الفيروسات كما ينصح بغسل اليدين بانتظام وتجنب الاختلاط المباشر مع المصابين والحرص على التهوية الجيدة للأماكن المغلقة ويعد الحصول على «اللقاحات» المناسبة مثل لقاح الإنفلونزا ولقاح الالتهاب الرئوي من أهم وسائل الوقاية خاصة للفئات الأكثر عرضة.
نصائح مهمة خلال الإصابة بنزلة البرد
خلال فترة الإصابة بنزلة البرد ينصح بتجنب المجهود البدني الزائد والابتعاد عن التدخين تماما لأنه يزيد من تهيج الجهاز التنفسي كما يفضل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات خاصة فيتامين سي والزنك لدعم المناعة ويؤكد الأطباء أن مراقبة الأعراض وعدم التردد في استشارة الطبيب عند الشعور بأي تدهور قد تنقذ المريض من مضاعفات خطيرة.
تبقى نزلة البرد مرضا شائعا وبسيطا في معظم الحالات لكنها قد تتحول إلى مشكلة صحية خطيرة إذا تم إهمالها أو عدم التعامل معها بالشكل الصحيح ويعد الوعي بالعلامات التحذيرية واتباع طرق الوقاية والعلاج المناسبة خطوة أساسية للحفاظ على صحة الرئتين وتجنب الالتهاب الرئوي.
نقلاً عن : القارئ نيوز
