حصوات الكلى من المشكلات الصحية التي يعتقد الكثيرون أنها ترتبط فقط بقلة شرب الماء، بينما تؤكد الأبحاث الحديثة أن هناك «عوامل خفية» قد تسهم في تكوين الحصوات داخل الجهاز البولي حتى مع شرب كميات مناسبة من الماء، مما يجعل فهم هذه العوامل أمرًا ضروريًا لتجنب حدوث «حصوات الكلى» والوقاية من آلامها الحادة، إذ تعد «حصوات الكلى» من أكثر المشكلات التي تؤثر على جودة الحياة بسبب ما تسببه من ألم مفاجئ وصعوبة في التبول وحرقة شديدة، وفي هذا المقال يستعرض القارئ نيوز بالتفصيل أبرز الأسباب غير المتوقعة التي تقود إلى تكوّن «حصوات الكلى» بعيدا عن نقص الماء مع توضيح كيفية التعامل معها والوقاية منها.
أسباب خفية تسهم في تكوين حصوات الكلى
تشير الدراسات إلى أن «حصوات الكلى» قد تتشكل نتيجة عوامل غير مرتبطة بكمية الماء، إذ يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في هذا الأمر حيث يؤدي الإفراط في تناول الأملاح إلى زيادة ترسب الكالسيوم داخل البول مما يرفع احتمالية تكوّن الحصوات، كما تسبب الأطعمة الغنية بالأوكسالات مثل السبانخ والمكسرات والشوكولاتة تجمع المواد الصلبة داخل الكلى وبالتالي تشكل حصوات، ومن العوامل الخفية أيضًا أن بعض الأشخاص يمتلكون استعدادًا وراثيًا يجعل أجسامهم أكثر ميلًا لتكوين «حصوات الكلى» بغض النظر عن شرب الماء، إضافة إلى أن وجود أمراض مزمنة مثل فرط نشاط الغدة الجاردرقية أو النقرس يرفع احتمال تكوّن الحصوات بسبب زيادة نسبة بعض المعادن في الدم.
الأدوية ودورها غير المتوقع في تكوين الحصوات
من العوامل التي قد لا ينتبه إليها الكثيرون أن بعض الأدوية تسبب زيادة في احتمالية تكوين «حصوات الكلى»، حيث تؤدي بعض علاجات ارتفاع ضغط الدم وبعض أدوية الصرع إلى رفع مستويات الأملاح والمعادن داخل البول مما يساعد على تكوين الحصوات، كما أن تناول المكملات الغذائية بكثرة مثل فيتامين د والكالسيوم بدون إشراف طبي قد يسبب ارتفاع مستويات الكالسيوم مما يؤدي إلى تجمعه داخل الجهاز البولي، وتوضح الدراسات أن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يغير من توازن بكتيريا الأمعاء التي تؤثر بشكل غير مباشر على امتصاص الأوكسالات وبالتالي زيادة تكوين «حصوات الكلى»، لذا ينصح الخبراء دائمًا باستخدام الأدوية وفق وصفة طبية مع مراجعة تاريخ المريض الصحي.
السمنة ونمط الحياة وتأثيرهما على تكوين الحصوات
تعد السمنة من أكثر العوامل التي ترتبط بزيادة ظهور «حصوات الكلى» بعيدا عن نقص الماء لأنها تؤثر على كيمياء الجسم وتزيد من مستويات الأحماض داخل البول، مما يدفع الجسم إلى تكوين حصوات من نوع حمض اليوريك، كما يؤدي نمط الحياة قليل الحركة إلى بطء الدورة الدموية داخل الكلى وضعف تصريف المواد المترسبة، إضافة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات سريعة بانتظام هم الأكثر عرضة لتكوين «حصوات الكلى» بسبب محتواها العالي من الأملاح والدهون، وتظهر الدراسات أن التوتر النفسي المستمر يزيد من إفراز هرمونات ترفع مستويات الأحماض داخل الجسم مما يرفع بدوره خطر تكون الحصوات، مما يوضح أن نمط الحياة يلعب دورًا مهمًا في صحة الكلى.
نقص بعض العناصر الغذائية وتأثيره على الكلى
قد يبدو الأمر غير متوقع لكن نقص بعض العناصر الغذائية يؤدي إلى زيادة احتمالات تكوّن «حصوات الكلى»، فعلى سبيل المثال يؤدي نقص المغنيسيوم إلى ضعف قدرة الجسم على منع التصاق الأملاح داخل الكلى مما يساعد على تكون الحصوات، كما يؤدي نقص البوتاسيوم إلى زيادة مستويات الكالسيوم في البول وبالتالي زيادة تكوّن الحصوات، ويشير الأطباء إلى أن الأشخاص الذين يعتمدون على وجبات فقيرة بالخضروات والفواكه غالبًا ما يعانون من خلل في توازن الأملاح والمعادن مما يرفع خطر تكوّن «حصوات الكلى»، كما يلعب نقص الألياف دورًا في إبطاء عملية الهضم مما يزيد ترسب المواد المكونة للحصوات داخل الجهاز البولي.
التهابات الجهاز البولي والحصوات الثانوية
تعد التهابات المسالك البولية من الأسباب التي تؤدي إلى تكون حصوات تعرف باسم الحصوات الالتهابية، إذ تسبب البكتيريا المنتشرة داخل الجهاز البولي تغيرًا في بيئة البول مما يساعد على تكوين «حصوات الكلى»، حيث تؤدي البكتيريا إلى رفع مستوى الأمونيا داخل البول وبالتالي تكوين حصوات كبيرة تتطلب غالبًا تدخلاً طبيا، ويشير المختصون إلى أن النساء أكثر عرضة لهذا النوع بسبب طبيعة التركيب التشريحي للجهاز البولي، كما أن إهمال علاج الالتهابات البسيطة قد يؤدي إلى تكرارها وبالتالي تكوّن حصوات يصعب التخلص منها، كما أن الأشخاص الذين يستخدمون القسطرة البولية لفترات طويلة هم الأكثر عرضة لتكوين حصوات مرتبطة بالعدوى.
كيف يمكن الوقاية من حصوات الكلى رغم العوامل الخفية
رغم تعدد العوامل المسببة لـ «حصوات الكلى» إلا أن الوقاية تبقى ممكنة عبر اتباع أسلوب حياة صحي، إذ ينصح بتقليل تناول الملح في الطعام والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالأوكسالات للأشخاص الذين يعانون من تاريخ مع الحصوات، كما يوصي الأطباء بممارسة الرياضة بانتظام للمساعدة على تحسين الدورة الدموية داخل الكلى وتقليل ترسب المعادن، ويُفضل الاعتماد على نظام غذائي غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم للحفاظ على توازن الأملاح داخل الجسم، إضافة إلى ضرورة مراجعة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية أو أدوية قد تؤثر على الكلى، كما يساعد علاج التهابات المسالك البولية بشكل مبكر على منع تكوّن الحصوات الالتهابية التي تسبب مشكلات مزمنة.
من الواضح أن «حصوات الكلى» ليست مرتبطة فقط بقلة شرب الماء كما هو شائع، بل تتأثر بعوامل خفية تشمل النظام الغذائي والأدوية ونمط الحياة والعوامل الوراثية والالتهابات، مما يجعل الوعي بهذه العوامل خطوة أساسية نحو الوقاية، ويجب على كل شخص يعاني من تكرار «حصوات الكلى» أن يفحص عاداته اليومية ويقيّم الأدوية التي يتناولها ويحرص على الحصول على العناصر الغذائية المهمة، كما أن الالتزام بنمط حياة صحي يحد بشكل كبير من تكوّن الحصوات ويعزز صحة «الكلى» ويحافظ على أدائها الحيوي.
نقلاً عن : القارئ نيوز
