أعلنت شركة “أوبن إيه أي” وقف استخدام صورة الزعيم الحقوقي الأمريكي مارتن لوثر كينج جونيور على منصتها لإنشاء مقاطع الفيديو بالذكاء الاصطناعي Sora، وذلك بعد تقارير أشارت إلى ظهور استخدامات غير لائقة لصوره في بعض المقاطع المولدة عبر النظام.
وجاء هذا القرار بالتعاون مع مؤسسة The Estate of Martin Luther King، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة إرث الدكتور كينج وحقوق استخدام صوره وشخصيته، وقد عملت المؤسسة مع “أوبن إيه أي” لمعالجة المخاوف المتعلقة بكيفية تمثيل صورة كينج في الفيديوهات التي يُنشئها النموذج.
ومارتن لوثر كينج جونيور هو زعيم أمريكي بارز في حركة الحقوق المدنية، عرف بدعوته إلى المساواة بين السود والبيض من خلال النضال السلمي واللاعنف، ولد عام 1929 في أتلانتا، ونال جائزة نوبل للسلام عام 1964 تقديرًا لجهوده في مكافحة التمييز العنصري، اغتيل عام 1968، لكنه ظل رمزًا عالميًا للحرية والعدالة الاجتماعية.
وحول ظهور استخدامات غير لائقة لصوره ببعض المقاطع المولدة بالذكاء الاصطناعي، أوضحت “أوبن إيه أي” في بيانها أنها تدرك أهمية حرية التعبير عند التعامل مع الشخصيات التاريخية، لكنها في المقابل تؤمن بأن للشخصيات العامة وأسرهم الحق في التحكم في الطريقة التي تستخدم بها صورهم، وبناءً على ذلك أصبح بإمكان الممثلين القانونيين أو الورثة الرسميين طلب إزالة أي استخدام لصورة شخصية تاريخية من مقاطع سورا.
استجابة لطلب رسمي من مؤسسة “كينج”، قررت “أوبن إيه أي” التوقف مؤقتًا عن إنشاء أي صور أو مقاطع تجسد مارتن لوثر كينج جونيور، إلى حين مراجعة سياساتها وتعزيز آليات الحماية الخاصة بتمثيل الشخصيات التاريخية.
وأعربت الشركة عن شكرها للدكتورة بيرنيس كينج، ابنة الزعيم الراحل، على مشاركتها في المناقشات التي جرت باسم المؤسسة، كما وجهت الشكر إلى جون هوب براينت ومجلس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي AI Ethics Council لدورهم في تسهيل الحوار حول هذه القضية.
وأكدت OpenAI، أن هذا القرار يأتي في إطار السعي إلى تحقيق توازن دقيق بين حرية التعبير واحترام إرث الشخصيات التاريخية، مشددة على أن وضع ضوابط أكثر صرامة من شأنه ضمان توافق الصور المنتجة مع القيم والرؤية التي تعكسها هذه الشخصيات وأسرها.
وتعكس هذه الخطوة اتجاهًا متناميًا بين شركات التكنولوجيا العالمية نحو منح الاعتبارات الأخلاقية أولوية أكبر في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ومن خلال إشراك مؤسسات مثل King، تؤكد OpenAI التزامها بمبدأ الابتكار المسؤول والتعامل الواعي مع الرموز الثقافية والتاريخية.
وتأتي هذه المبادرة كتذكير بأن التكنولوجيا يجب أن تستخدم بعناية واحترام، لا سيما عند التعامل مع رموز إنسانية مؤثرة مثل مارتن لوثر كينج جونيور.
نقلاً عن : اليوم السابع