يعد نظام «الكيتو» الغذائي واحدًا من أشهر الأنظمة المنتشرة في السنوات الأخيرة نظرًا لقدرته على خفض الوزن سريعًا وتحسين مستويات الطاقة عند بعض الأشخاص، إلا أن الكثير من متبعي هذا النظام يواجهون ما يعرف باسم «أنفلونزا الكيتو» وهي مجموعة من الأعراض المصاحبة لبدء هذا الدايت بسبب التغير المفاجئ في طريقة حصول الجسم على الطاقة، ويبحث الكثيرون عن فهم أوضح لماهية هذه الحالة وكيفية التعامل معها بطرق صحية وآمنة، ولذلك يقدم القاريء نيوز في هذا المقال شرحًا شاملًا حول «أنفلونزا الكيتو» وأبرز أعراضها وكذلك أهم النصائح التي تساعد على الوقاية منها، مع التأكيد على أن الكيتو يختلف تأثيره من شخص لآخر تبعًا للحالة الصحية والقدرة على التكيف مع التغيير الغذائي.
ما هي أنفلونزا الكيتو ولماذا تحدث
تحدث «أنفلونزا الكيتو» عند بدء اتباع نظام الكيتو لأول مرة، حيث يقلل الشخص من تناول الكربوهيدرات إلى حد كبير ويعتمد بدلًا من ذلك على الدهون كمصدر أساسي للطاقة، ويحتاج الجسم إلى وقت للتكيف مع هذا التحول الكبير مما يؤدي إلى ظهور أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا الطبيعية، ويشير الخبراء إلى أن السبب الرئيسي وراء تلك الأعراض هو انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم وتحول الجسم إلى استخدام الكيتونات التي تنتج من تكسير الدهون، ولذلك يشعر البعض بالإرهاق والتعب خلال الأيام الأولى من الكيتو، كما قد يمر متبع النظام بموجة من تغيرات المزاج نتيجة اضطراب مستوى الأملاح والسوائل داخل الجسم.
أبرز أعراض أنفلونزا الكيتو التي قد تظهر في البداية
تختلف أعراض «أنفلونزا الكيتو» من شخص لآخر لكنها غالبًا تشمل مجموعة من العلامات التي ظهرت على العديد من متبعي النظام، ومن أهمها الشعور بالتعب الشديد، والصداع المستمر، وانخفاض القدرة على التركيز، ورغبة شديدة في تناول السكريات، بالإضافة إلى الدوخة وجفاف الحلق، كما قد يحدث تشنج خفيف في العضلات بسبب نقص الصوديوم والبوتاسيوم، وتشير دراسات متعددة إلى أن الجسم يحتاج عادة من ثلاثة إلى سبعة أيام للتكيف مع نظام الكيتو مما يجعل هذه الأعراض مؤقتة وتختفي تدريجيًا بمجرد دخول الجسم في حالة الكيتوزيس، إلا أن بعض الأشخاص قد يستمر لديهم الشعور بالإجهاد لفترة أطول خصوصًا إذا لم ينتبهوا إلى توازن العناصر الغذائية في طعامهم.
أهمية الترطيب الجيد أثناء اتباع نظام الكيتو
الترطيب الجيد يعتبر أحد أهم الأسس التي تساعد على تقليل أعراض أنفلونزا الكيتو لأن خفض الكربوهيدرات يؤدي إلى فقدان الجسم لمزيد من السوائل، مما يجعل الشخص عرضة للجفاف، وينصح الأطباء بزيادة شرب الماء خلال اليوم للحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، كما يمكن تناول مشروبات تحتوي على الأملاح الطبيعية لتعويض النقص الذي قد يحدث أثناء بداية الكيتو، ومن المهم أن يتجنب الشخص المشروبات المحلاة لأنها تعمل على رفع سكر الدم وتقليل قدرة الجسم على الدخول في حالة الكيتوزيس، ولذلك فإن الترطيب المستمر يمنح الجسم قدرة أكبر على التكيف مع نظام الكيتو دون الشعور بإرهاق كبير.
التغذية الصحيحة لتخفيف أعراض أنفلونزا الكيتو
تعتمد التغذية الصحيحة في فترة بداية الكيتو على اختيار أطعمة غنية بالدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات بالإضافة إلى البروتينات الجيدة مثل الدجاج والبيض واللحم، كما يجب الاهتمام بالخضروات منخفضة الكربوهيدرات التي تساعد على الحفاظ على مستويات الفيتامينات والمعادن، وتشير توصيات خبراء التغذية إلى ضرورة تناول الملح بكميات معتدلة خلال الأيام الأولى لأن الجسم يفقد الكثير منه عند خفض الكربوهيدرات، ومن المهم أيضًا تجنب القفز مباشرة إلى اتباع الكيتو بشكل صارم بل يُنصح بالبدء تدريجيًا حتى يتمكن الجسم من التكيف دون حدوث أعراض قوية تؤثر على النشاط اليومي.
الأعراض النفسية المصاحبة لأنفلونزا الكيتو
قد يواجه بعض الأشخاص أعراضًا نفسية خلال بداية الكيتو مثل التوتر أو تقلب المزاج أو الشعور بالانزعاج دون سبب واضح، ويرجع ذلك إلى انخفاض مستوى الجلوكوز الذي كان يعتمد عليه الدماغ سابقًا، ومع انتقال الجسم إلى استخدام الدهون كمصدر للطاقة يحدث اضطراب مؤقت في الإشارات العصبية، كما يشعر البعض بالقلق بسبب رغبتهم الشديدة في تناول الكربوهيدرات، ويمكن تقليل هذه الأعراض عبر تناول وجبات غنية بالدهون الصحية التي تمنح الشعور بالشبع، إلى جانب النوم الجيد الذي يساعد الجسم على الاستقرار خلال فترة التكيف مع المرحلة الأولى من الكيتو.
كيف يمكن الوقاية من أنفلونزا الكيتو قبل البدء في النظام
هناك عدة خطوات وقائية يمكن اتباعها لتفادي أعراض أنفلونزا الكيتو أو على الأقل لتخفيف حدتها بشكل كبير، ومن هذه الخطوات تقليل الكربوهيدرات تدريجيًا بدلًا من التوقف المفاجئ، وزيادة كمية الدهون الصحية بشكل تدريجي أيضًا، بالإضافة إلى الالتزام بشرب الماء بكميات كافية، كما ينصح الخبراء بتناول مكملات المغنيسيوم والبوتاسيوم عند الحاجة لأنها تساعد على استقرار العضلات وتقليل الشعور بالتعب، ومن المهم أيضًا الاستماع للجسم وعدم الضغط عليه أثناء هذه المرحلة لأن الجسم يحتاج وقتًا طبيعيًا للتكيف مع نظام الكيتو الجديد.
متى يجب التوقف عن الكيتو واستشارة الطبيب
على الرغم من أن الأعراض في الغالب طبيعية ومؤقتة إلا أنه في بعض الحالات قد تكون شديدة لدرجة تستدعي التوقف فورًا عن النظام واستشارة الطبيب، خاصة إذا حدثت دوخة قوية أو تسارع في ضربات القلب أو غثيان مستمر، كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة استشارة مختص قبل البدء في الكيتو لأن هذا النظام قد لا يناسبهم، ويؤكد الأطباء أن الكيتو ليس مناسبًا لكل الأشخاص رغم فوائده للبعض، ولذلك فإن المتابعة الطبية تعد خطوة ضرورية لضمان سلامة الصحة العامة خلال اتباع النظام.
هل الكيتو نظام طويل المدى أم مرحلة مؤقتة
يرى كثير من خبراء التغذية أن الكيتو قد يكون مناسبًا لفترات قصيرة لتحقيق هدف معين مثل خفض الوزن أو تحسين مستوى السكر في الدم، بينما قد لا يكون مناسبًا كحل طويل المدى للجميع لأنه يعتمد على خفض شديد للكربوهيدرات، ويشير المختصون إلى ضرورة العودة التدريجية إلى نظام غذائي متوازن بعد انتهاء مرحلة الكيتو لمنع زيادة الوزن السريعة، ولذلك فإن تحديد المدة يعتمد على حالة الشخص الصحية واستجابة جسمه، ومن المهم دائمًا مراجعة مختص التغذية لتحديد الطريقة الأفضل للاستفادة من نظام الكيتو دون التعرض لمضاعفات.
نقلاً عن : القارئ نيوز
