التخطي إلى المحتوى

يُعد «شاي الفقاعات» أو كما يُعرف عالميًا باسم Bubble Tea من أكثر المشروبات انتشارًا في السنوات الأخيرة، حيث جذب الأنظار بمظهره المميز ونكهاته المتنوعة التي تجمع بين الحليب والشاي والفقاعات المطاطية المصنوعة من «التابيوكا»، ولكن مع تزايد الإقبال على تناول «شاي الفقاعات» بدأت التحذيرات تتصاعد من الخبراء حول المخاطر الصحية التي قد تترتب على الإفراط في شربه، إذ تشير دراسات حديثة إلى أن هذا المشروب يحتوي على نسب مرتفعة من السكريات والمواد المضافة التي قد تؤدي إلى أضرار على المدى الطويل.

مكونات شاي الفقاعات

يتكون «شاي الفقاعات» في الأساس من مزيج من الشاي الأسود أو الأخضر مع الحليب أو النكهات الصناعية، وتُضاف إليه كرات صغيرة تُعرف باسم الفقاعات أو «البوبا» المصنوعة من نشا التابيوكا الذي يتم استخراجه من جذور نبات الكاسافا، وتُغلى هذه الفقاعات حتى تصبح لينة ومطاطية، مما يجعلها مميزة في الملمس والطعم، ويُقدم «شاي الفقاعات» غالبًا بارداً أو مع الثلج، وقد يُضاف إليه شراب الفواكه أو الكراميل أو الشوكولاتة لجعله أكثر حلاوة وجاذبية، ولكن هذه الإضافات هي ما تجعل «شاي الفقاعات» مشروباً عالي السعرات.

السعرات الحرارية المرتفعة

واحدة من أبرز مشكلات «شاي الفقاعات» هي احتواؤه على كميات كبيرة من السعرات الحرارية، فالكوب الواحد من هذا المشروب قد يحتوي على ما يزيد عن 400 سعر حراري بسبب مزيج السكر والحليب والنكهات الصناعية، ومع تكرار تناوله بشكل يومي يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة في الوزن ومشكلات في عملية التمثيل الغذائي، كما أن بعض أنواع «شاي الفقاعات» تحتوي على شراب الفركتوز المركز الذي يُعد من أكثر أنواع السكريات ضررًا على الجسم، وقد حذّر الأطباء من أن هذا المكون يرفع من مستويات الدهون الثلاثية في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

تأثير شاي الفقاعات على الجهاز الهضمي

تشير بعض الأبحاث إلى أن الإفراط في تناول «شاي الفقاعات» قد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، خصوصًا بسبب الفقاعات المصنوعة من التابيوكا، إذ يصعب هضمها بشكل كامل في بعض الحالات، وقد تتراكم في الأمعاء إذا تم تناولها بكثرة، مما يؤدي إلى حالات من «الانتفاخ» أو «الإمساك»، كما أن بعض الشركات تضيف مواد حافظة أو نكهات صناعية يمكن أن تهيج بطانة المعدة لدى الأشخاص الحساسين، ولهذا ينصح الأطباء بتناول «شاي الفقاعات» باعتدال وعدم الاعتماد عليه كمشروب يومي.

شاي الفقاعات وسكر الدم

من أهم التحذيرات التي أطلقتها الجهات الصحية العالمية ما يتعلق بتأثير «شاي الفقاعات» على مستويات السكر في الدم، فمعظم أنواعه تحتوي على كميات مرتفعة من السكر المضاف تتجاوز النسب الموصى بها يوميًا، مما قد يعرض المستهلكين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كما أن وجود النشويات البسيطة في فقاعات التابيوكا يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى الجلوكوز في الدم، وهو ما يضر بصحة البنكرياس على المدى الطويل، ويزيد من احتمالية مقاومة الأنسولين.

بدائل صحية لشاي الفقاعات

يمكن لعشاق «شاي الفقاعات» الاستمتاع به بطريقة أكثر صحية من خلال تقليل كمية السكر المضافة أو استبدال الحليب كامل الدسم بحليب قليل الدسم، كما يمكن إعداد «شاي الفقاعات» في المنزل باستخدام مكونات طبيعية وخالية من النكهات الصناعية، مع الاعتماد على الشاي الأخضر الذي يحتوي على مضادات أكسدة تساعد في حماية الجسم من الجذور الحرة، كما يُنصح باستخدام «فقاعات» مصنوعة من الجيلاتين النباتي أو الفواكه بدلاً من التابيوكا النشوية لتقليل السعرات وتحسين القيمة الغذائية.

تأثير شاي الفقاعات على صحة الأسنان

أظهرت تقارير طبية أن تناول «شاي الفقاعات» بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الأسنان نتيجة لاحتوائه على كميات كبيرة من السكريات، إذ تتغذى البكتيريا الفموية على هذه السكريات وتنتج أحماضًا تسبب تسوس الأسنان وتآكل المينا، لذلك يُنصح بشرب الماء بعد تناول «شاي الفقاعات» وتنظيف الأسنان جيدًا لتجنب الأضرار، كما يوصي الأطباء بعدم تقديم هذا المشروب للأطفال بشكل متكرر لأن أسنانهم أكثر عرضة للتسوس.

مخاطر خفية في مكونات التابيوكا

رغم أن «فقاعات التابيوكا» تُعتبر آمنة عند تصنيعها وفق المعايير الغذائية، إلا أن بعض المصانع غير المرخصة قد تستخدم مواد كيميائية لتحسين القوام أو الطعم، مثل البولي إيثيلين أو المضافات الصناعية التي قد تكون سامة عند تراكمها في الجسم، وقد تم تسجيل حالات في بعض الدول الآسيوية لأشخاص تعرضوا لاضطرابات معوية بسبب تناول «شاي الفقاعات» الملوث، مما يؤكد أهمية شراء هذا المشروب من مصادر موثوقة ومعروفة.

نصائح الخبراء حول تناول شاي الفقاعات 

نصح خبراء التغذية بالاكتفاء بتناول «شاي الفقاعات» مرة واحدة أسبوعيًا فقط، وتجنب الأنواع التجارية التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والدهون، مع التركيز على اختيار أحجام صغيرة بدلاً من الكبيرة، ويُفضل أن يتم تناوله بعد وجبة غنية بالألياف لتقليل امتصاص السكر، كما ينصح الأطباء بتجنب «شاي الفقاعات» لمن يعانون من مرض السكري أو اضطرابات في الجهاز الهضمي أو السمنة.

يبقى «شاي الفقاعات» مشروبًا لذيذًا ومحببًا لدى كثيرين، ولكنه قد يتحول إلى مصدر خطر إذا تم الإفراط في تناوله دون وعي بالمكونات والسعرات التي يحتوي عليها، لذلك فإن «الاعتدال» هو المفتاح الأساسي للاستمتاع بمذاقه دون التعرض لمخاطره الصحية، فشرب «شاي الفقاعات» من حين لآخر لا يضر، ولكن تحويله إلى عادة يومية قد يفتح الباب أمام العديد من المشكلات الصحية التي يمكن تجنبها بسهولة من خلال الوعي الغذائي.

نقلاً عن : القارئ نيوز