المضاد الحيوي يعد من أكثر العلاجات انتشارًا في العالم، ورغم فعاليته الكبيرة في مواجهة أنواع متعددة من العدوى البكتيرية إلا أن استخدامه دون معرفة القواعد الأساسية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، لذلك يقدم المتخصصون مجموعة من «النصائح» التي يجب معرفتها قبل بدء تناول المضاد الحيوي لضمان تحقيق أفضل فائدة ممكنة ومنع أي آثار جانبية قد تهدد صحة الإنسان، فالاستخدام الخاطئ لهذا الدواء قد يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للعلاج مما يجعل الشفاء أكثر صعوبة ويعرض المريض لمضاعفات لا حاجة لها، ولهذا أصبحت التوعية أمرًا ضروريًا لكل من يلجأ إلى المضاد الحيوي بهدف العلاج.
أهمية فهم طبيعة المضاد الحيوي قبل الاستخدام
يؤكد الأطباء أن معرفة طبيعة «المضاد الحيوي» أمر ضروري قبل البدء في تناوله، فالكثير من الناس يعتقدون أن أي مرض يمكن علاجه بهذا النوع من الأدوية رغم أن المضاد الحيوي مخصص فقط للعدوى البكتيرية وليس للفيروسات، وهذا الخطأ من أكثر الأخطاء شيوعًا، لأن المريض قد يتناول الدواء بلا فائدة مما يضعف جهازه المناعي ويعرضه للآثار الجانبية، كما أن سوء الفهم حول كيفية عمل المضاد الحيوي يؤدي أيضًا إلى استخدامه في حالات غير ضرورية مثل نزلات البرد أو الإصابة بالإنفلونزا وهي أمراض فيروسية لا يستفيد علاجها بالمضاد الحيوي على الإطلاق.
ويشير الأطباء إلى أن فهم آلية عمل المضاد الحيوي يساعد على اتخاذ القرار الصحيح، فبعض الأنواع تعمل على قتل البكتيريا مباشرة، بينما تعمل أنواع أخرى على منع نموها وإيقاف تكاثرها، كما تختلف الجرعات من نوع لآخر، لذلك فإن التشخيص الدقيق هو حجر الأساس قبل البدء في تناول أي مضاد حيوي، وهذا ما يجعل زيارة الطبيب خطوة أساسية لا يمكن تجاوزها قبل اتخاذ قرار العلاج.
ضرورة الالتزام بالجرعة المحددة من المضاد الحيوي
من «المعلومات المهمة» التي يجب أن يعرفها المريض أن الالتزام بالجرعة الموصوفة من المضاد الحيوي هو العامل الأول في نجاح العلاج، حيث إن التوقف المبكر عن الاستمرار في تناول الدواء بعد الشعور بالتحسن يعد خطأ كبيرًا، لأن البكتيريا قد تبقى داخل الجسم بنسب قليلة ثم تعاود النمو مرة أخرى ولكن بشكل أقوى، مما يؤدي إلى عودة المرض وتفاقم الأعراض، كما أن الجرعة غير الكاملة تساعد على بناء مقاومة لدى البكتيريا تجعل علاجها لاحقًا أكثر صعوبة.
ويؤكد الخبراء أن المريض يجب أن يكمل الجرعة حتى آخر يوم حتى لو شعر بالتحسن، لأن الشعور المؤقت بالتحسن لا يعني بالضرورة أن البكتيريا اختفت، كما أن تجاوز الجرعات أو زيادتها دون استشارة طبية أمر خطير لأنه قد يؤدي إلى آثار جانبية حادة مثل اضطرابات الأمعاء أو الحساسية أو تلف بعض الأعضاء عند الاستخدام الخاطئ، لذلك فإن الالتزام بالتعليمات المكتوبة هو أمر لا بد منه عند تناول المضاد الحيوي.
تجنب مشاركة المضاد الحيوي مع الآخرين
من السلوكيات الخاطئة التي تنتشر بين الناس مشاركة المضاد الحيوي مع الآخرين، وهذا تصرف يشدد الأطباء على خطورته، لأن كل شخص تختلف حالته الصحية ودرجة إصابته ونوع العدوى التي يعاني منها، كما تختلف الجرعات المطلوبة من شخص لآخر، مما يجعل إعطاء المضاد الحيوي لشخص آخر دون وصفة أمرًا يعرضه لمضاعفات خطيرة، وقد يؤدي أحيانًا إلى إخفاء أعراض المرض الحقيقية مما يصعب التشخيص لاحقًا.
كما أن مشاركة الدواء قد تؤدي إلى تناول نوع غير مناسب للحالة المرضية، فهناك مضادات حيوية واسعة المدى وأخرى ضيقة المدى، واختيار النوع المناسب أمر ضروري لضمان العلاج السليم، لهذا تنصح الجهات الصحية بعدم استخدام أي مضاد حيوي إلا بعد استشارة طبية متخصصة، وأن يكون الدواء موجهًا للشخص الذي وصفه الطبيب فقط، لأن الاستخدام غير الصحيح يؤثر سلبًا على الصحة العامة وعلى «فاعلية المضاد الحيوي» نفسه مع مرور الوقت.
الآثار الجانبية المحتملة عند تناول المضاد الحيوي
رغم أن المضاد الحيوي يعد علاجًا فعالًا إلا أن له بعض الآثار الجانبية المحتملة التي يجب معرفتها مسبقًا، حيث يمكن أن يسبب اضطرابات بالجهاز الهضمي مثل الغثيان أو الإسهال، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى ظهور حساسية جلدية أو ضيق بالتنفس خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه نوع معين من الأدوية، كما أن بعض المضادات الحيوية تؤثر على بكتيريا الأمعاء النافعة مما يقلل من توازن الجهاز الهضمي ويسبب مشكلات مؤقتة تحتاج إلى متابعة.
وتشير الأبحاث إلى أن الاستخدام المتكرر للمضاد الحيوي دون حاجة يؤدي إلى ضعف فاعليته على المدى الطويل، لأن البكتيريا تتعلم «التكيف» وتطور مقاومتها، لذا فإن الالتزام بالعلاج فقط عند الضرورة هو من أهم قواعد الاستخدام السليم، كما ينصح الأطباء بإبلاغ الطبيب فورًا عند حدوث أي رد فعل غير طبيعي أثناء تناول المضاد الحيوي لتعديل الجرعة أو استبداله بنوع آخر أكثر أمانًا.
إرشادات يجب اتباعها عند تناول المضاد الحيوي
ينصح المتخصصون بعدة «إرشادات أساسية» لضمان نتيجة أفضل عند استخدام المضاد الحيوي، ومن أهمها تناول الجرعة في الوقت نفسه يوميًا للحفاظ على مستوى ثابت من الدواء في الجسم، وشرب كمية كافية من الماء لتقليل أي تهيج للمعدة، وتجنب بعض أنواع الأطعمة مثل منتجات الألبان عند استخدام أنواع معينة من المضادات الحيوية لأنها قد تقلل من امتصاص الدواء، كما يجب عدم تناول الكحول خلال العلاج لأنه قد يزيد من الآثار الجانبية.
ومن الضروري أيضًا عدم التعرض للشمس لفترات طويلة عند تناول أنواع معينة من المضاد الحيوي التي تسبب حساسية للجلد، كما ينصح بمراجعة التاريخ المرضي للمريض وإبلاغ الطبيب بأي أدوية أخرى يتم تناولها لتجنب حدوث تداخلات دوائية قد تؤثر على فاعلية العلاج، وكل هذه التوصيات تهدف إلى مساعدة المريض على الحصول على أفضل نتيجة من المضاد الحيوي دون تعريض نفسه لأي مخاطر غير ضرورية.
أهمية استشارة الطبيب قبل بدء المضاد الحيوي
تشدد المنظمات الصحية على أهمية استشارة الطبيب قبل البدء في تناول المضاد الحيوي، لأن التشخيص الدقيق يحدد نوع البكتيريا ونوع الدواء المناسب، ويمنع المريض من الوقوع في أخطاء شائعة مثل الاعتماد على وصفات الآخرين أو تكرار أدوية سابقة دون معرفة مدى ملاءمتها لحالته الحالية، كما أن الاستشارة الطبية تضمن تحديد الجرعة الصحيحة ومدة العلاج المناسبة وعدم التعرض لأي مضاعفات صحية.
كما يساعد التشخيص المبكر على منع تطور المرض وانتشاره داخل الجسم، ويضمن سرعة الاستجابة للعلاج، ويمنع كذلك الإفراط في استخدام المضاد الحيوي وهو أحد الأسباب الرئيسية لظهور مقاومة البكتيريا، لذلك فإن النصيحة الدائمة للمريض هي عدم التسرع واللجوء للطبيب فور ظهور أي أعراض تتطلب العلاج.
نقلاً عن : القارئ نيوز
