بينما يترقب العالم مساعي الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب لإحياء خطة تنهي الحرب الدائرة في غزة، يطرح خبراء الاقتصاد تساؤلات حول تداعيات أي انفراجة محتملة على دول الجوار، وفي مقدمتها مصر، فوقف إطلاق النار لا يعني فقط تهدئة سياسية في المنطقة، بل قد يفتح الباب أمام فرص اقتصادية كبرى تتعلق بإعادة الإعمار، وتنشيط حركة التجارة، وتقليل أعباء الإنفاق العسكري.
أولى المكاسب من ملف إعادة الإعمار في غزة
ويرى أحمد خطاب الخبير اقتصادي أن مصر ستكون من أكبر المستفيدين في حال نجاح خطة ترامب أو أي مبادرة مشابهة تنهي الحرب، موضحًا أن أولى المكاسب ستأتي من ملف إعادة الإعمار في غزة، حيث من المتوقع أن تتولى الشركات والمقاولون المصريون تنفيذ مشروعات كبرى للبنية التحتية وبناء المستشفيات والمساكن، وهو ما يفتح سوقًا جديدة أمام قطاع المقاولات المصري ويخلق آلاف فرص العمل.
خبير اقتصادي: انتهاء الحرب سيقلل من الأعباء العسكرية التي تتحملها مصر على حدودها لحماية أمنها القومي
وأضاف في حواره ل تحيا مصر، أن انتهاء الحرب سيقلل من الأعباء العسكرية التي تتحملها مصر على حدودها لحماية أمنها القومي، وهو ما يوفر مبالغ ضخمة يمكن إعادة توجيهها نحو التنمية الداخلية، كما أن الاستقرار السياسي في المنطقة عادة ما ينعكس بشكل مباشر على معدلات النمو الاقتصادي ويعزز مناخ الاستثمار.
أحمد خطاب: قناة السويس ستستعيد نشاطها الطبيعي بعد فترة من التراجع نتيجة الاضطرابات الإقليمية
ولفت الخبير إلى أن قناة السويس ستستعيد نشاطها الطبيعي بعد فترة من التراجع نتيجة الاضطرابات الإقليمية، لتعود إلى تحقيق الأرباح المرجوة التي لم تتحقق خلال العامين الماضيين، مؤكدًا أن هذه التطورات مجتمعة من شأنها أن تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي العام في مصر، وتمنحها متنفسًا جديدًا.
من جانبه، أوضح السفير ماجد عبد الفتاح، رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة، أن ما يُعرف بـ”ورقة ترامب” الخاصة بقطاع غزة لا تحمل أي توجه نحو إقامة الدولة الفلسطينية أو حل الدولتين، لافتًا أن الخطة، بصيغتها الحالية، تستبعد السلطة الفلسطينية بشكل كامل إلى حين تنفيذ إصلاحات في غزة، دون أن تحدد إطارًا زمنيًا واضحًا لهذه الخطوة.
و أشار عبد الفتاح إلى أن الورقة الأمريكية تثير العديد من الأسئلة التي لم تجد بعد إجابات شافية، خصوصًا فيما يتعلق بمستقبل السلطة الفلسطينية ودورها في إدارة القطاع، كاشفًا عن أن الخطة تتضمن انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، إلى جانب بنود تتعلق بإطلاق سراح نحو 250 أسيرًا فلسطينيًا من المحكوم عليهم بالمؤبد، بالإضافة إلى 1,700 معتقل ممن جرى القبض عليهم عقب أحداث 7 أكتوبر.
وأردف عبد الفتاح، أن خطة ترامب لا تمنح أي دور فعلي للأمم المتحدة في عملية السلام أو الإشراف على الترتيبات داخل غزة، موضحًا أن الإشارة الوحيدة للمنظمة الدولية في الورقة اقتصرت على إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، مؤكدًا على أن غياب التفاصيل الواضحة في الخطة، واستبعاد السلطة الفلسطينية، مع حصر دور الأمم المتحدة في الجانب الإنساني فقط، يجعل من “ورقة ترامب” مقترحًا يفتقر إلى مقومات الحل السياسي المتوازن، ويطرح علامات استفهام كبرى حول أهدافه الحقيقية.
وفي هذا السياق، قال الإعلامي أحمد موسى: أن حركة حماس تقف أمام مفترق طرق تاريخي في ظل التطورات الأخيرة المتعلقة بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، موضحًا أن الحركة مطالبة باتخاذ قرار وطني حاسم يضع حدًا للحرب الدائرة، مشيرًا إلى أن رفض هذه الخطة قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر ويفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات.
وشدد موسى من خلال حديثة على أن مستقبل غزة مرتبط بشكل مباشر بمدى تجاوب حماس مع هذه المبادرة، موضحًا أن أي رفض رسمي سيجعل ترامب في صف نتنياهو بشكل كامل، الأمر الذي قد يضاعف من الضغوط السياسية والعسكرية على القطاع، لافتًا إلى أن نتنياهو يسعى في الوقت الراهن لعرقلة أي تجاوب من جانب حماس مع خطة ترامب، حيث يرى أن رفض الحركة قد يمنحه مساحة أوسع لمواصلة سياساته العسكرية والأمنية. لكنه في الوقت نفسه يواجه ضغوطًا قوية من الإدارة الأمريكية، حيث يلح ترامب على ضرورة تمرير الصفقة كحل عملي يوقف التصعيد في غزة ويعيد التوازن للمنطقة.
نقلاً عن : تحيا مصر