في مشهد اقتصادي يفيض بالتحولات، ووسط مزيج من التفاؤل والحذر، شهدت أسواق الطاقة العالمية تراجعًا طفيفًا في أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025، بعد موجة من التقلبات التي رافقت الأحداث الجيوسياسية الأخيرة.
أسعار النفط العالمي اليوم الخميس
ففي نهاية التداولات، استقر خام برنت عند نحو 65.74 دولارًا للبرميل منخفضًا بنسبة 0.77%، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى 62.00 دولارًا للبرميل، بانخفاض بلغ 0.88%.
هذا التراجع الطفيف جاء على خلفية أنباء عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والذي خفف من حدة المخاوف بشأن اضطرابات محتملة في إمدادات النفط القادمة من منطقة الشرق الأوسط الحساسة للطاقة العالمية.
وفي المقابل، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات النفط الخام بنحو 3.7 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يعكس زيادة في المعروض داخل الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للطاقة عالميًا.
ورغم ذلك، فقد قفز الاستهلاك المحلي من المنتجات البترولية إلى 21.99 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى معدل يُسجَّل منذ ديسمبر 2022، ما يُشير إلى انتعاش الطلب الداخلي في السوق الأمريكية.
توازن القوى بين ارتفاع المخزونات وتحسن الطلب
ويرى محللون أن توازن القوى بين ارتفاع المخزونات وتحسن الطلب يضع الأسواق أمام مرحلة من التذبذب الحذر، خصوصًا مع استمرار تأثير العوامل السياسية في الشرق الأوسط التي تظل قادرة على تحريك الأسعار في أي لحظة.
ينتظر المستثمرون إشارات جديدة قد تعيد رسم خريطة الأسعار
وبينما تتأرجح المؤشرات بين بيانات اقتصادية داعمة واستقرار جيوسياسي هش، يبقى المشهد النفطي العالمي في حالة ترقبٍ مشحونة بالتوقعات، حيث ينتظر المستثمرون إشارات جديدة قد تعيد رسم خريطة الأسعار خلال الأيام المقبلة.
يُظهر تراجع أسعار النفط خلال تعاملات اليوم أن الأسواق العالمية ما زالت تتحرك بحذر تحت تأثير الأحداث السياسية وتغيرات المعروض الأمريكي. فبينما خففت الأنباء عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس من المخاوف بشأن الإمدادات، أدت الزيادة في المخزونات الأمريكية إلى كبح أي صعود محتمل للأسعار.
ورغم ذلك، فإن استمرار نمو الطلب المحلي في الولايات المتحدة يشير إلى قوة اقتصادية قادرة على دعم السوق مستقبلاً.
ويرى محللون أن المرحلة المقبلة ستتسم بتقلبات مستمرة، وأن أي تطور في المشهد الجيوسياسي أو الاقتصادي العالمي قد يقلب موازين الأسعار مجددًا، في ظل حالة ترقب واسعة بين المستثمرين حول الاتجاه القادم للنفط.
نقلاً عن : تحيا مصر