شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية صعودًا ملحوظًا، مدفوعة بنتائج أرباح قوية من كبرى الشركات، وتراجع المخاوف بشأن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما عزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين. يأتي ذلك في وقت تستمر فيه أسعار الذهب بالتحرك صعودًا، لكنها تُظهر حساسية واضحة تجاه تحولات السوق ومؤشرات التضخم.
نتائج أرباح قوية تدفع المؤشرات للصعود
ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.1%، مسجلًا أفضل أداء يومين منذ يونيو، بعد أن تجاوزت أكثر من 85% من شركات المؤشر توقعات الأرباح حتى الآن.
قفز مؤشر شركات التكنولوجيا الكبرى بنسبة 1.6%، فيما سجل مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة مكاسب بنسبة 1.9%.
جاءت هذه المكاسب وسط تفاؤل متجدد بأن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين قد تنحسر، خاصة مع عودة المفاوضات المحتملة بين الرئيسين الأمريكي والصيني.
تراجع عوائد السندات يدعم أسهم النمو
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 3.98%، مما دعم أسهم الشركات ذات التقييمات المرتفعة مثل شركات التكنولوجيا. كما رحّب المستثمرون بتوقعات خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل، في ظل مؤشرات على تباطؤ التضخم وركود بعض مؤشرات سوق العمل.
الذهب يتأثر بالأسهم والدولار وسط تقلبات السوق
رغم ارتفاع شهية المخاطرة، استمر الذهب في تحقيق مكاسب، لكنه أظهر تحركات متباينة:
بلغ سعر الأونصة الفورية من الذهب نحو 4,361.55 دولارًا، بعد أن سجل سابقًا أعلى مستوى تاريخي عند 4,381.52 دولارًا.
التراجع الطفيف في مؤشر الدولار ودعم التوقعات بخفض الفائدة ساهما في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة مع استمرار بعض التقلبات السياسية والاقتصادية.
إلا أن ارتفاع الأسهم قد يحدّ من مكاسب الذهب على المدى القصير، إذ يتحوّل بعض المستثمرين نحو الأصول عالية العائد.
ترقب بيانات التضخم وتوجهات الفيدرالي
تنتظر الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر سبتمبر، بعد تأجيلها بسبب الإغلاق الحكومي. وستكون هذه البيانات حاسمة في تشكيل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل بشأن أسعار الفائدة.
تشير التوقعات إلى ارتفاع بنسبة 0.3% في المؤشر الأساسي، وهو ما قد يعزز الرهانات على خفض تدريجي للفائدة.
بحسب “تي دي سيكيوريتيز”، فإن تراجع أسعار الخدمات قد يعوّض جزئيًا أثر ارتفاع أسعار الطاقة، ما يُبقي التضخم تحت السيطرة.
تفاؤل مشروط وتحذير من تقلبات مفاجئة
رغم الاتجاه الصاعد، يحذر الخبراء من احتمالية عودة التقلبات بسبب حساسية السوق الشديدة تجاه الأخبار المفاجئة، خصوصًا تلك المتعلقة بالتجارة أو السياسات النقدية.
يرى محللو “دويتشه بنك” و”مورغان ستانلي” أن استمرار الصعود مشروط بتحقيق تقدم فعلي في مفاوضات التجارة واستقرار أرباح الشركات.
وفي الوقت نفسه، أسعار الذهب قد تشهد تحركات حادة إذا جاءت بيانات التضخم أعلى من المتوقع، مما يعزز المخاوف بشأن استمرار التشديد النقدي.
هل تؤثر الأسهم على سعر الذهب؟ علاقة معقدة تتغير بتغير المعطيات
رغم أن الذهب والأسهم غالبًا ما يتحركان في اتجاهين متعاكسين، إلا أن العلاقة بينهما لا تُعدّ مطلقة: في حالات تفاؤل الأسواق وتراجع الفائدة، قد يرتفع الذهب إلى جانب الأسهم كما نشهده حاليًا.
لكن في أوقات التشديد النقدي وارتفاع العوائد، تتراجع جاذبية الذهب، ويتحوّل المستثمرون نحو أصول العائد مثل الأسهم والسندات.
وفي السياق الحالي، فإن التوقعات بخفض الفائدة والبحث عن التحوط من التضخم يجعلان الذهب خيارًا استراتيجيًا حتى مع ارتفاع الأسهم.
نقلاً عن : تحيا مصر