شهدت الأسهم الأمريكية حالة من التباين مع نهاية جلسة الثلاثاء، حيث تراجعت وتيرة الصعود بعد موجة مكاسب قوية أوصلت مؤشر “إس آند بي 500” إلى مشارف مستوياته القياسية. وجاء التراجع مع ظهور مؤشرات على إرهاق المشترين وزيادة القلق من احتمالات التصحيح الفني في الأسواق.
ورغم عمليات تقليص المخاطر الأخيرة، لا تزال مستويات الانكشاف على الأسهم لدى صناديق التحوط والمستثمرين التقليديين عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من عام، وفقاً لتقديرات بنك “باركليز”.
وقال كريغ جونسون من شركة “بايبر ساندلر” إن “التراجعات الحالية تبدو صحية وضرورية بعد موجة صعود قوية، ومن المرجح أن تشهد الأسواق فترة من التماسك قبل استئناف الاتجاه الصاعد”.
مؤشر “إس آند بي 500” يحافظ على تماسكه
أغلق مؤشر “إس آند بي 500” دون تغيّر يُذكر، بينما سجل مؤشر “داو جونز الصناعي” مستوى قياسياً جديداً مدعوماً بتوقعات إيجابية من شركة “3 إم”. في المقابل، تراجعت أسهم “ألفابت” (جوجل) بعد إعلان شركة “أوبن إيه آي” عن إطلاق متصفح “تشات جي بي تي أطلس” المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ما أثار مخاوف من منافسة مباشرة في سوق البحث الإلكتروني.
كما تأثرت أسهم نتفلكس سلباً بسبب نزاع ضريبي في البرازيل، بينما قدمت تكساس إنسترومنتس توقعات حذرة لأداء قطاع أشباه الموصلات.
الذهب والفضة يسجلان أكبر خسائر منذ سنوات
تراجعت أسعار الذهب والفضة بشكل حاد، مسجلة أكبر خسائرها منذ عام 2020، متأثرة بارتفاع قوة الدولار الأمريكي وجني الأرباح بعد الارتفاعات التاريخية الأخيرة.
ويرى محللون أن التراجع جاء نتيجة مزيج من العوامل، أبرزها:
تفاؤل الأسواق بالمحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
توقف البيانات الحكومية الأمريكية بسبب إغلاق إداري مؤقت.
نهاية موسم الشراء في الهند، أحد أكبر مستوردي الذهب عالمياً.
وقال فواد رزاق زاده من “سيتي إندكس” إن “الارتفاع الأخير في أسعار الذهب كان استثنائياً، مدفوعاً بتراجع العوائد وعمليات شراء قوية من البنوك المركزية، لكن التصحيح الحالي طبيعي ومتوقع”.
الذهب في أكثر فتراته تقلباً منذ جائحة كورونا
أظهرت بيانات السوق أن تقلبات الذهب مقارنة بمؤشر “إس آند بي 500” بلغت أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2020، حيث تجاوز الفارق بين تقلب الذهب لمدة 30 يوماً والمؤشر الأمريكي 11 نقطة.
وقالت شركة “باينبريدج إنفستمنتس” إنها رفعت تعرضها للذهب والدولار الأمريكي على حساب السندات طويلة الأجل، معتبرة أن “الذهب بات الأصل الآمن الوحيد القادر على حماية المحافظ الاستثمارية في ظل الضبابية الاقتصادية”.
توقعات السوق: تصحيح مؤقت أم بداية لتغير الاتجاه؟
يؤكد محللون أن التقلبات الحادة بعد موجات الارتفاع عادةً ما تكون مؤشراً على تصحيح صحي وليس بالضرورة تحولاً في الاتجاه العام. ويعتقد المستثمرون أن أي تراجع مؤقت يشكل فرصة للشراء عند الانخفاضات، خاصة مع استمرار تفاؤل الأسواق بأداء الاقتصاد الأمريكي ومرونة الشركات الكبرى.
نقلاً عن : تحيا مصر