حذرت شركة OpenAI الأمريكية من أن الولايات المتحدة قد تخسر ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي لصالح الصين، إذا لم تبادر إلى زيادة قدراتها في إنتاج الطاقة الكهربائية بشكل عاجل وواسع النطاق، جاء ذلك في مدونة رسمية نشرتها الشركة، أكدت فيها أن تطوير البنية التحتية للطاقة لم يعد مجرد خيار اقتصادي، بل أصبح ضرورة استراتيجية لضمان استمرار التفوق التكنولوجي الأمريكي.
وأوضحت الشركة أن الصين أضافت خلال العام الماضي نحو 429 جيجاواط من القدرة الكهربائية، أي ما يعادل أكثر من ثمانية أضعاف ما أضافته الولايات المتحدة البالغ 51 جيجاواط فقط، واصفة هذا التفاوت المتزايد بـ”فجوة الإلكترونات” وأشارت OpenAI إلى أن هذه الفجوة لا تمثل مجرد عجز في الطاقة، بل تهديداً مباشراً لقوة الولايات المتحدة الاقتصادية والتقنية والأمنية، في وقت تتسارع فيه وتيرة المنافسة العالمية على قيادة الذكاء الاصطناعي.
ودعت الشركة الحكومة الأمريكية إلى إطلاق التزام وطني جريء لتوسيع شبكة الكهرباء بإضافة ما لا يقل عن 100 جيجاواط جديدة سنوياً لتلبية الطلب المتزايد من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
وقالت الشركة في بيانها: “الكهرباء ليست مجرد خدمة، بل هي أصل استراتيجي ضروري لبناء البنية التحتية التي ستحافظ على ريادتنا في أهم تكنولوجيا منذ اختراع الكهرباء نفسها”.
وفي سياق متصل، كشفت OpenAI عن مشروع ضخم تحت اسم Stargate، تبلغ قيمته نحو 500 مليار دولار، بالشراكة مع SoftBank وOracle وعدد من الشركات التكنولوجية الكبرى، لإنشاء شبكة من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في ولايات تكساس ونيو مكسيكو وأوهايو وويسكونسن.
وتصف الشركة المشروع بأنه “فرصة القرن” لإحياء الصناعة الأمريكية، متوقعة أن يؤدي استثمار وطني أوسع في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي إلى رفع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بأكثر من 5% خلال ثلاث سنوات.
وأكدت الشركة أن تحقيق هذا الهدف يتطلب أيضاً توسيعاً كبيراً في القوى العاملة الماهرة، إذ تُقدر أن نحو خمس العاملين في المهن الفنية والحرفية مثل الكهربائيين والميكانيكيين والسباكين سيكونون ضروريين لدعم طفرة البناء المرتبطة بمشروعات الذكاء الاصطناعي.
ومن المقرر أن تطلق OpenAI في عام 2026 منصة تدريب وشهادات مهنية لتأهيل هذه الفئات للعمل في مشاريع البنية التحتية الجديدة.
وأوضحت الشركة أن الذكاء الاصطناعي صناعة شديدة الاستهلاك للطاقة، وأن استمرار النمو في هذا المجال يعتمد على قدرة الولايات المتحدة على تحديث شبكة الكهرباء الوطنية، وأضافت: “الإلكترونات هي النفط الجديد، ومن يملك الطاقة سيملك المستقبل”.
نقلاً عن : اليوم السابع
