أعلن علماء صينيون من معهد قوانغدونغ للعلوم والتكنولوجيا الذكية عن إطلاق خادم ذكاء اصطناعى فائق التطور يُدعى BIE-1، خلال منتدى عُقد فى منطقة قوانغدونغ ماكاو للتعاون المتعمق فى 25 أكتوبر، ويتميز الحاسوب بقدرات حسابية تضاهى الحواسيب العملاقة الكاملة، مع خفض استهلاك الطاقة بنسبة 90%، ويعتمد الجهاز على شبكة عصبية بديهية وخوارزمية ذكاء اصطناعى مستوحاة من آلية عمل الدماغ البشرى، ما يمثل نقلة نوعية فى تكنولوجيا الحوسبة الذكية.
خادم ذكاء اصطناعي بحجم الثلاجة
حاسوب فائق مصغر بقدرات ضخمة
تم تطوير الجهاز وإطلاقه بشكل مشترك من قبل شركتين تابعتان للمعهد، الذى أوضح فى بيان رسمى أن الجهاز يتميز بسهولة نقله وتشغيله فى المنازل والمكاتب الصغيرة وحتى فى البيئات المتنقلة، وأضاف البيان أن “BIE-1” يتمتع بانخفاض كبير فى استهلاك الطاقة ومستوى الضوضاء، مما يجعله حاسوبا فائقا مصغرا يمكن للجميع استخدامه بسهولة دون الحاجة إلى بنية تحتية معقدة، بحسب ما ذكر موقع interestingengineering.
تصميم مضغوط يحل معضلة الطاقة والمساحة
تتطلب الحواسيب العملاقة التقليدية مساحات ضخمة وطاقة هائلة للتشغيل والتبريد، على عكس الجهاز الجديد الذى يغيّر قواعد اللعبة فى هذا المجال، وقال نى لى، المدير المشارك للمختبر المشترك لأنظمة الحوسبة الذكية فى GDIIST، إن “مراكز الحوسبة التقليدية تشبه المبانى، إذ تحتاج إلى استثمارات ضخمة واستهلاك كبير للطاقة”، وأوضح أن “BIE-1” بحجم ثلاجة صغيرة بباب واحد فقط، ويمكن تشغيله على مقبس كهربائى منزلى عادى، مع استهلاك طاقة لا يتجاوز عُشر استهلاك الحواسيب العملاقة التقليدية.
قدرات خارقة وتطبيقات متعددة
يحتوى المعالج المركزى للجهاز على 1152 نواة، وذاكرة DDR5 بسعة 4.8 تيرابايت، ومساحة تخزين تصل إلى 204 تيرابايت، ويُحاكى الجهاز آليات عمل الدماغ البشرى فى التعلم والاستدلال، ما يسمح له باستخلاص الأنماط من بيانات محدودة والتعامل مع أنواع متعددة من البيانات مثل النصوص والصور والصوت، تصل سرعة التدريب إلى 100 ألف رمز فى الثانية، وسرعة الاستدلال إلى 500 ألف رمز فى الثانية، ما يجعله منافسا قويا لأنظمة الحوسبة المعتمدة على وحدات معالجة رسومية متقدمة، ويحافظ الجهاز على درجة حرارة لا تتجاوز 70 درجة مئوية أثناء العمل دون ضوضاء تُذكر.
آفاق جديدة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي
ويرى معهد GDIIST أن خادم BIE-1 يحمل إمكانيات واسعة للتطبيق فى مجالات متعددة، منها مراقبة الصحة المنزلية، والتعليم المخصص للأطفال، والمساعدة الذكية فى المكاتب، وأكد نى لى أن الجهاز يمكن استخدامه بشكل مستقل أو ضمن أنظمة أكبر لتحسين كفاءة الطاقة فى مراكز الحوسبة، مشيرا إلى أنه يمثل خطوة مهمة نحو جعل الذكاء الاصطناعى أكثر استدامة وسهولة فى الوصول.
نقلاً عن : اليوم السابع
