التخطي إلى المحتوى

في مشهدٍ يعكس ترقّب الأسواق العالمية وتقلّباتها، شهدت أسعار النفط العالمية اليوم انخفاضًا ملحوظًا، بينما تتجه أنظار المستثمرين نحو تفاصيل المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي يُعوّل عليها كثيرون لإعادة التوازن إلى الأسواق المضطربة.

أسعار النفط العلمي اليوم 

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الخميس، متأثرة بحالة الترقّب السائدة في الأسواق الدولية مع متابعة نتائج المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، في ظل تقييم المتعاملين لمستقبل الطلب العالمي على الطاقة داخل أكبر اقتصاد في العالم.

وانخفضت العقود الآجلة لخام “برنت” تسليم ديسمبر بنسبة 0.5% لتسجل 64.59 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود خام “نايمكس” الأمريكي تسليم الشهر ذاته بنسبة 0.55% لتصل إلى 60.15 دولارًا للبرميل.

غياب مؤشرات اقتصادية جديدة تدعم المزيد من التيسير النقدي

ويأتي هذا التراجع بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهي خطوة كانت متوقعة، إلا أن تصريحات رئيسه جيروم باول أوضحت أن هذا الخفض ربما يكون الأخير خلال العام الحالي في ظل غياب مؤشرات اقتصادية جديدة تدعم المزيد من التيسير النقدي.

في الوقت ذاته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق مؤقت مع الصين يمتد لعام واحد بشأن المعادن الأرضية النادرة، إلى جانب خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية إلى 47%، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة قد تهدئ التوتر التجاري بين القوتين الاقتصاديتين.

استمرار قوة الطلب المحلي على الطاقة في السوق الأمريكية

على الجانب الآخر، أظهرت بيانات رسمية تراجع مخزونات النفط التجارية في الولايات المتحدة بمقدار 6.9 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار قوة الطلب المحلي على الطاقة في السوق الأمريكية، رغم التباطؤ الذي يلوح في مؤشرات النمو العالمي.

ويرى محللون أن الأسواق النفطية ما تزال تسير في اتجاه حذر، إذ تنتظر وضوح مسار العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين قبل اتخاذ مراكز استثمارية جديدة، خاصة في ظل الضبابية التي تحيط بمستقبل النمو الصناعي العالمي وتوقعات الطلب خلال الأشهر المقبلة.

تتشابك العوامل السياسية والاقتصادية في رسم ملامح المرحلة المقبلة

تأتي تحركات أسعار النفط الأخيرة لتعكس حالة عدم اليقين التي تخيّم على الاقتصاد العالمي، حيث تتشابك العوامل السياسية والاقتصادية في رسم ملامح المرحلة المقبلة، فبينما تسعى واشنطن وبكين لتهدئة التوتر التجاري، تترقب الأسواق تأثير قرارات الفيدرالي الأمريكي على النمو والطلب العالمي على الطاقة.

ويؤكد خبراء أن استمرار انخفاض المخزونات الأمريكية يعكس حيوية في الاستهلاك المحلي، إلا أن الضغوط الجيوسياسية والتقلبات في سياسات الإنتاج ستظل العامل الحاسم في تحديد مسار الأسعار. 

وفي ظل هذا المشهد المتقلب، تبقى أعين المستثمرين معلقة بنتائج المفاوضات التجارية المقبلة، التي قد تفتح بابًا أمام استقرار الأسواق أو تدفعها نحو جولة جديدة من التذبذب والقلق الاقتصادي العالمي.
 

نقلاً عن : تحيا مصر