يُعد «السكر» من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، إذ يعاني منه ملايين الأشخاص بمختلف الأعمار، ويحتاج إلى متابعة مستمرة للحفاظ على توازن مستوى الجلوكوز في الدم، ويؤكد الأطباء أن التعامل مع مرض «السكر» يتطلب انتظامًا في تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب وعدم التهاون في الجرعات أو إيقاف العلاج بشكل مفاجئ، لأن «التوقف المفاجئ عن أدوية السكر» قد يسبب اضطرابات خطيرة في الجسم تؤدي إلى مضاعفات صحية حادة يصعب السيطرة عليها.
ما هو مرض السكر وكيف يؤثر على الجسم
يحدث مرض «السكر» عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من هرمون الإنسولين أو عندما تصبح خلايا الجسم مقاومة لتأثيره، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم بدلًا من دخوله إلى الخلايا للحصول على الطاقة، وهذا الارتفاع المزمن في مستوى الجلوكوز يُضعف الأوعية الدموية والأعصاب ويؤثر على الكبد والكليتين والعينين، ويقسم الأطباء مرض «السكر» إلى نوعين رئيسيين هما النوع الأول الذي يعتمد على الإنسولين بشكل كامل، والنوع الثاني الذي يمكن التحكم فيه غالبًا بالأدوية والنظام الغذائي، لكن في كلتا الحالتين فإن انتظام العلاج هو الأساس للحفاظ على توازن الجسم ومنع التدهور.
التوقف المفاجئ عن أدوية السكر.. ماذا يحدث للجسم
عندما يتوقف المريض عن تناول أدوية «السكر» فجأة، يحدث اضطراب شديد في مستويات الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاعه بشكل كبير أو انخفاضه المفاجئ، وكلا الحالتين تشكلان خطرًا كبيرًا على الحياة، فقد يعاني المريض من دوخة وضعف شديد أو فقدان للوعي نتيجة نقص السكر، أو من عطش شديد وتبول متكرر وجفاف بسبب ارتفاع السكر، كما أن التوقف المفاجئ يُحدث خللًا في توازن الجسم الهرموني وقد يؤدي إلى «غيبوبة سكرية» تحتاج إلى تدخل طبي عاجل، ويُشير الأطباء إلى أن بعض المرضى يظنون أن تحسن حالتهم يعني إمكانية التوقف عن الدواء، لكن هذا الاعتقاد خاطئ وخطر.
مضاعفات التوقف المفاجئ عن أدوية السكر
يؤكد المختصون أن «السكر» لا يمكن إيقاف علاجه دون إشراف الطبيب، لأن التوقف المفاجئ يؤدي إلى مضاعفات طويلة المدى منها تلف الأعصاب الطرفية الذي يسبب تنميلًا في اليدين والقدمين، وتلف الكلى الذي قد يؤدي إلى الفشل الكلوي، إضافة إلى مشكلات خطيرة في شبكية العين قد تصل إلى العمى، كما أن ارتفاع «السكر» المستمر نتيجة التوقف عن الأدوية يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وتُظهر الدراسات أن الاستمرار على العلاج بانتظام يُطيل عمر المريض ويحافظ على نشاطه وجودة حياته، بينما يؤدي الإهمال إلى نتائج مأساوية.
أسباب تدفع البعض للتوقف عن أدوية السكر
يُرجع الأطباء بعض حالات التوقف المفاجئ إلى اعتقادات خاطئة لدى المرضى، مثل الثقة الزائدة في تحسن مؤقت لمستوى «السكر» أو الاعتماد على الأعشاب والعلاجات الطبيعية فقط، كما أن الخوف من الآثار الجانبية أو ارتفاع تكلفة الدواء يدفع البعض إلى التوقف دون استشارة الطبيب، وهناك أيضًا من يشعر بالإرهاق النفسي من الاستمرار على العلاج فيقرر التوقف فجأة، إلا أن الأطباء يؤكدون أن «السكر» مرض مزمن لا يشفى نهائيًا بل يُدار بالعلاج المنتظم ونمط الحياة الصحي.
كيف يمكن التوقف عن الأدوية بطريقة آمنة إذا لزم الأمر
في بعض الحالات قد يقرر الطبيب تعديل جرعات أدوية «السكر» أو إيقاف بعضها تدريجيًا وفقًا لتحسن حالة المريض، ولكن ذلك يتم بطريقة مدروسة وتحت مراقبة دقيقة لمستويات الجلوكوز في الدم، ولا يجوز أبدًا أن يتخذ المريض هذا القرار بنفسه، لأن الجسم يحتاج إلى وقت للتكيف مع أي تغيير في مستوى الإنسولين أو الأدوية، كما أن التوقف التدريجي يساعد على تجنب الانخفاض أو الارتفاع المفاجئ في «السكر»، ولذلك فإن التعاون بين الطبيب والمريض ضروري لضمان سلامة العلاج.
نصائح الأطباء لمرضى السكر لتفادي المخاطر
يوصي الأطباء مرضى «السكر» بالحفاظ على تناول الأدوية في مواعيدها دون انقطاع، ومراقبة مستوى الجلوكوز بانتظام باستخدام الأجهزة المنزلية، والحرص على ممارسة النشاط البدني اليومي الذي يحسن من استجابة الجسم للإنسولين، كما يجب اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على الخضروات والحبوب الكاملة وتجنب السكريات والدهون المشبعة، ويُنصح أيضًا بعدم تناول أي أعشاب أو مكملات دون استشارة الطبيب لأن بعضها قد يتفاعل مع أدوية «السكر» ويؤدي إلى خلل في مستويات الجلوكوز.
دور الوعي في حماية المرضى من مضاعفات السكر
تؤكد حملات التوعية الصحية أن «السكر» ليس مرضًا يمكن الاستهانة به، وأن الوقاية من مضاعفاته تبدأ بالالتزام بالعلاج ومتابعة الطبيب بانتظام، فالتوقف المفاجئ عن الأدوية يعني السماح للمرض بالتحكم في الجسم وإحداث أضرار يصعب إصلاحها، كما أن التثقيف الصحي المستمر يساعد المريض على فهم طبيعة المرض والتعامل معه بثقة، لذلك يجب أن تكون هناك جهود متواصلة لنشر الوعي حول مخاطر «التوقف المفاجئ عن أدوية السكر» وضرورة الالتزام بالعلاج كجزء من نمط الحياة.
السكر مرض يمكن التعايش معه بأمان
على الرغم من أن «السكر» مرض مزمن إلا أنه يمكن التعايش معه بسلام إذا التزم المريض بالتعليمات الطبية، فالعلاج المنتظم والنظام الغذائي الصحي والنشاط البدني يمكن أن يجعل حياة المريض طبيعية تمامًا دون مضاعفات، أما التهاون أو التوقف المفاجئ عن الأدوية فهو الطريق الأسرع نحو الأزمات الصحية، لذلك يجب النظر إلى الدواء على أنه وسيلة للحياة وليس عبئًا.
نقلاً عن : القارئ نيوز
