الأسهم الأمريكية ترتفع وسط تفاؤل بأرباح الشركات وتراجع العائد على السندات
ارتفعت مؤشرات وول ستريت خلال تعاملات اليوم، مدعومة بعمليات شراء الانخفاضات بعد تراجع قصير قادته شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في وقت رأى فيه المستثمرون أن الهبوط يمثل فرصة للشراء وسط استمرار زخم الأرباح وتزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وسجل مؤشر أشباه الموصلات ارتفاعًا بنسبة 3%، بينما صعد مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة بنحو 1.5%، في حين ارتفع بتكوين 3.5%، وتراجعت السندات الأميركية عقب بيانات أظهرت نمو قطاع الخدمات بأسرع وتيرة في ثمانية أشهر.
وقال روبرت إدواردز، مدير الأصول في شركة “إدواردز مانجمنت”، إن “التراجع الأخير يمثل فرصة للمستثمرين الذين يمتلكون رؤية طويلة الأجل، إذ يتفوق نمو الأرباح على الإيرادات، ما يعزز التقييمات الحالية للأسهم الأميركية”.
تراجع السندات وعودة الثقة للمستثمرين
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها تدرس زيادات مستقبلية في إصدارات السندات لتمويل العجز، بينما أشار عضو الفيدرالي ستيفن ميران إلى أن أسعار الفائدة يجب أن تظل أدنى رغم تحسن مؤشرات التوظيف. وصعد العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.16%، فيما واصل الدولار أداءً متذبذباً.
ورغم التحذيرات من ضيق نطاق الأسهم القيادية وارتفاع التقييمات، يؤكد محللو “باركليز” و“يو بي إس” و“دويتشه بنك” أن السوق الأميركية لا تزال قوية، مدعومة بعوامل موسمية إيجابية، واستمرار برامج إعادة شراء الأسهم، وتراجع المخاطر الجيوسياسية.
زخم أرباح وتفاؤل حتى نهاية العام
يرى الخبراء أن موسم الأرباح الحالي يعكس اتساعاً في نمو الأرباح عبر قطاعات متعددة، وليس فقط في شركات التكنولوجيا الكبرى. وقال رايان ديتريك من “كارسن غروب”: “النتائج القوية وتوجه الفيدرالي نحو خفض الفائدة يمنحان دفعة إضافية للأسهم في الربع الأخير من العام”.
تحذيرات من الإفراط في ضخ الأموال نحو الذكاء الاصطناعي
في المقابل، حذر جيم زيلتر، الرئيس التنفيذي لشركة “أبولو غلوبال مانجمنت”، من أن تدفق رؤوس الأموال إلى الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات قد يرفع المخاطر ويؤدي إلى تضخم في تقييمات السوق. ومع ذلك، يؤكد محللون أن تقييمات أسهم التكنولوجيا لا تزال أقل بكثير من مستويات “فقاعة الإنترنت” السابقة، وأن الشركات الكبرى تحتفظ بميزانيات قوية وسيولة مرتفعة.
آفاق مستقبلية للأسهم الأمريكية
يتفق الخبراء على أن الثقة والاستقرار المالي العالمي هما المحركان الرئيسيان لاستمرار ارتفاع التقييمات في الأسواق الأميركية. ومع غياب محفزات سلبية قوية، يتوقع المستثمرون استمرار زخم الصعود في مؤشرات وول ستريت حتى نهاية 2025، مدفوعاً بتقاطع فريد بين الابتكار التقني والربحية المؤسسية.
الأسئلة الشائعة حول وول ستريت اليوم (FAQ)
ما سبب ارتفاع مؤشرات وول ستريت اليوم؟
الارتفاع مدفوع بعمليات شراء الانخفاضات بعد تراجع قصير، إلى جانب توقعات خفض الفائدة وتحسن أرباح الشركات الأميركية.
هل ما زالت التقييمات المرتفعة تمثل خطراً على المستثمرين؟
نعم، يحذر بعض المحللين من تضخم الأسعار في أسهم التكنولوجيا، لكنهم يؤكدون أن أرباح الشركات القوية توازن هذه المخاطر.
هل يمكن أن يستمر الصعود في الأسواق الأميركية؟
يتوقع الخبراء استمرار الزخم حتى نهاية العام بفضل التفاؤل بتخفيض الفائدة وتوسع نمو الأرباح في قطاعات متعددة.
كيف أثرت بيانات السندات والدولار على الأسواق؟
تراجع السندات وارتفاع العائد لأجل عشر سنوات زادا شهية المستثمرين للمخاطرة، بينما بقي الدولار في نطاق متذبذب.
نقلاً عن : تحيا مصر
