شهدت أسعار الذهب في السوق المصري اليوم ارتفاعًا جديدًا، عقب تذبذب في الأسواق العالمية، حيث أغلق سوق الذهب العالمي دون حاجز 4100 دولار للأونصة، مما أثر على حركة الأسعار في الصاغة المحلية.
أسعار الذهب في مصر اليوم
فيما يلي عرض لأحدث أسعار الذهب في مصر وفقًا للأسعار المعلنة اليوم:
الذهب عيار 24: 6211 جنيهًا للجرام
الذهب عيار 21: 5435 جنيهًا للجرام
الذهب عيار 18: 4658 جنيهًا للجرام
الجنيه الذهب: 43480 جنيهًا
هذا الارتفاع الطفيف يأتي في وقت يمر فيه سوق الذهب العالمي بمرحلة من التذبذب، في أعقاب تصريحات البنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة بشأن أسعار الفائدة وأزمة التضخم في الاقتصادات الكبرى، مما يشير إلى أن الأسعار المحلية قد تتأثر بشكل متزايد في الأشهر المقبلة.
العوامل التي تؤثر على أسعار الذهب
من أبرز العوامل التي أثرت بشكل مباشر على أسعار الذهب في الفترة الأخيرة، تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن غولسبي، الذي عبر عن قلقه العميق بشأن خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر. غولسبي أشار إلى أن هناك تعثرًا في تحقيق الهدف الأساسي للاحتياطي الفيدرالي وهو خفض التضخم إلى 2%، مشيرًا إلى أن خفض الفائدة في الوقت الراهن قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
يعتقد الكثير من المستثمرين أن هذا الوضع قد يؤدي إلى ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل عدم اليقين الاقتصادي، مما يدفع الأسعار للصعود على المدى القصير.
الطلب الصيني على الذهب
في سياق آخر، شهدت الصين، والتي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم، ارتفاعًا في الطلب على المعدن الأصفر في أكتوبر 2025، حيث سجل الطلب على الذهب بالجملة 124 طنًا، وهو ما يعد زيادة ملحوظة مقارنة بالفترات السابقة. هذا الارتفاع في الطلب يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل الصينيين في استثمار الذهب كوسيلة لحماية ثرواتهم في مواجهة التحديات الاقتصادية.
وفي خطوة إضافية تعكس الاهتمام المتزايد في السوق الصيني، أضافت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب (ETFs) في الصين نحو 34 طنًا من الذهب خلال الشهر الماضي، مما يعكس تدفقًا ملحوظًا للسيولة إلى المعدن الأصفر. هذا الاهتمام المتزايد يؤثر بشكل كبير على تحركات السوق العالمية، بما في ذلك السوق المصري.
التأثيرات على السوق المحلي في مصر
الطلب المتزايد على الذهب في الصين يتزامن مع تزايد الطلب المحلي في مصر، خاصة في ظل تقلبات الأسعار. الذهب في مصر يعتبر أحد وسائل الادخار التقليدية، حيث يفضل المصريون شراء الذهب كملاذ آمن ضد التقلبات الاقتصادية. في ظل زيادة أسعار الذهب العالمية، شهد السوق المحلي أيضًا بعض الارتفاعات الطفيفة، ما دفع المواطنين إلى تسريع عمليات شراء الذهب كتحوط ضد التضخم.
من جانب آخر، البنك المركزي المصري يواجه تحديات كبيرة نتيجة ارتفاع سعر الدولار، والذي ينعكس سلبًا على الاستيراد ويؤدي إلى زيادة تكاليف السلع. هذا الأمر يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب في السوق المصري، حيث يتعين على المستوردين دفع قيمة الذهب وفقًا للأسعار الدولية، مما يرفع أسعار المعدن في الصاغة.
تأثير سعر الفائدة على أسواق الذهب
تصريحات غولسبي حول تأجيل أي خفض لأسعار الفائدة يشير إلى أن الذهب قد يظل في موقع مستقر نسبيًا على المدى القصير، حيث تواصل الحكومات والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم محاولة إيجاد توازن بين معدلات التضخم وأسعار الفائدة. وعادة ما يرتبط ارتفاع أسعار الفائدة بانخفاض أسعار الذهب، حيث يعتبر الذهب في هذه الحالة أقل جاذبية من الأصول الأخرى مثل السندات الحكومية والعوائد البنكية.
لكن في ظل الوضع الحالي، يرى العديد من الخبراء أن الذهب سيظل في وضع مستقر أو قد يشهد ارتفاعًا محدودًا بسبب استمرار أزمة التضخم في العديد من الاقتصادات الكبرى، وكذلك الحاجة المتزايدة في الأسواق الآسيوية، وخاصة في الصين، إلى استثمار الذهب كأداة من أدوات حماية الثروات.
هل يشهد الذهب صعودًا آخر؟
تظل توقعات سوق الذهب العالمي غير مؤكدة إلى حد كبير في ظل التطورات الاقتصادية العالمية. وعلى الرغم من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد قرر عدم خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي، إلا أن الأسواق تترقب أي تحركات مفاجئة قد تؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب.
توقعات العديد من المحللين تشير إلى أن أسعار الذهب قد تشهد ارتفاعًا تدريجيًا على المدى القصير، إذا استمر الطلب العالمي على المعدن الأصفر في الارتفاع، وخاصة من الأسواق الآسيوية، وكذلك في ظل استمرار المخاوف من التضخم في الولايات المتحدة وأوروبا. هذا قد يساهم في استمرار زيادة الأسعار على المستوى المحلي في مصر، ما سيؤثر على الطبقات المتوسطة التي تشهد ارتفاعًا في تكاليف المعيشة.
نقلاً عن : مصر تايمز