شهدت أسعار الذهب العالمية والمحلية، وتحديداً داخل محلات الصاغة المصرية، تراجعاً ملحوظاً في أسعار المعدن الأصفر اليوم الثلاثاء الموافق 2 ديسمبر 2025، وذلك بعد فترة من المكاسب القياسية التي أوصلته إلى أعلى مستوياته في ستة أسابيع خلال الجلسة السابقة.
تراجع أسعار الذهب اليوم
هذا الانخفاض الطفيف جاء مدفوعاً بحالة من الحذر تسود أروقة المستثمرين، الذين باتوا يترقبون سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة التي من شأنها أن ترسم ملامح السياسة النقدية المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي، مما يجعلهم يمتنعون عن الدخول في صفقات كبيرة ومحورية في الوقت الراهن.
لماذا تراجعت أسعار الذهب اليوم
كان السبب الأبرز وراء هذا التراجع هو البدء في عمليات جني الأرباح التي قام بها المضاربون والمستثمرون على حدٍ سواء، والذين قرروا تسييل مكاسبهم بعد أن ارتفع الذهب ليسجل مستوى 4264 دولاراً للأونصة، وهو مستوى غير مسبوق في الفترة الأخيرة. ونتيجة لهذه الضغوط البيعية، سجل سعر أونصة الذهب العالمي تراجعاً بنسبة 0.9%، ليفتتح تداولاته عند مستوى 4231 دولاراً، ثم يهبط سريعاً مسجلاً أدنى مستوى عند 4192 دولاراً، وبذلك يفقد القدرة على الثبات فوق المستوى النفسي الهام الذي يمثله حاجز 4200 دولار للأونصة، مؤكداً مدى حساسية السوق للسيولة الفورية.
لم يقتصر الأمر على جني الأرباح فحسب، بل زاد الضغط على سعر الذهب جراء ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات، والتي استقرت بالقرب من أعلى مستوى لها في أسبوعين. بما أن الذهب يُعد أصلاً لا يدر عائداً لحائزيه (Non-Yielding Asset)، فإن أي ارتفاع في عوائد الأصول المنافسة ذات العائد الثابت، كالسندات، يقلل من جاذبيته الاستثمارية، مما يدفع رؤوس الأموال للتحول بعيداً عن المعدن الأصفر. هذا التفاعل بين عوائد السندات وأسعار الذهب يعد من أهم المؤشرات التي يراقبها المستثمرون لتحديد اتجاه التدفقات النقدية.
مستقبل أسعار الذهب في مصر
على الرغم من التراجع والأداء الضعيف الذي يشهده الذهب في الوقت الحالي، تؤكد التحليلات أن الصورة الأساسية الأوسع الأمد لم تتغير؛ حيث تظل التوقعات المستمرة بحدوث تخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية هي الداعم الأساسي لقيمة الذهب.
فمع استمرار ورود البيانات الاقتصادية التي تشير إلى ضعف محتمل في الأداء الاقتصادي الأمريكي، يزداد احتمال اتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى سياسة التيسير النقدي لإنعاش النمو، وهو ما يصب مباشرة في مصلحة الذهب، كونه يقلل من تكلفة الاحتفاظ به.
ويبقى الحذر سيد الموقف بانتظار تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، التي ستحسم الجدل حول توقيت أي تخفيف في السياسة النقدية.
نقلاً عن : تحيا مصر
