تعد حرقة المعدة من أكثر المشكلات الصحية المزعجة التي يعاني منها الكثيرون بشكل متكرر خاصة بعد تناول وجبات ثقيلة أو أطعمة غنية بالدهون والتوابل، وتدفع هذه الحالة العديد من الأشخاص إلى البحث عن علاجات منزلية فعالة وسهلة يمكن تطبيقها بسرعة للتخلص من الألم والشعور بالحرقان الذي يصعد من أسفل الصدر إلى الحلق، ويزداد الاهتمام بوجود «علاجات طبيعية» تقلل من اعتماد الفرد على الأدوية وتساعده على فهم الطرق السليمة للتعامل مع حرقة المعدة، ويقدم القارئ نيوز في هذا المقال شرحًا مفصلًا لمجموعة من أفضل الوسائل المنزلية التي تساعد على تهدئة «حرقة المعدة» بشكل آمن.
أسباب حرقة المعدة وعلاقتها بنمط الحياة
تحدث حرقة المعدة عادة بسبب ارتجاع الحمض من المعدة إلى المريء نتيجة ضعف في صمام المريء السفلي أو بسبب تناول أطعمة معينة تؤدي إلى زيادة إفراز الحمض، وتساهم بعض العادات اليومية في زيادة هذا الشعور المزعج مثل تناول الطعام بسرعة، أو الاستلقاء مباشرة بعد الأكل، أو الإكثار من القهوة والشوكولاتة والوجبات الحارة، كما أن التوتر والضغط النفسي يمكن أن ينعكس على المعدة ويسبب زيادة في إفراز الأحماض مما يؤدي إلى الشعور بحرقة مزعجة، ومن هنا تظهر أهمية تبني «أسلوب حياة صحي» للسيطرة على أعراض المعدة قبل اللجوء لأي علاج آخر.
مشروب الزنجبيل الدافئ لتهدئة حرقة المعدة
يعد الزنجبيل من أشهر النباتات المستخدمة في العلاج المنزلي منذ آلاف السنين، إذ يمتاز بخصائص مضادة للالتهابات تساعد على تهدئة جدار المعدة، ويمكن تناوله عبر غليه في الماء وتناول المشروب دافئًا مما يساهم في تخفيف الإحساس بالحرقان وتهدئة «عصارة المعدة»، ويُنصح بعدم الإكثار منه لمن يعانون من حساسية في الجهاز الهضمي، كما يُفضل تناوله ببطء للحصول على أقصى استفادة.
مضغ العلكة بعد الوجبات
من الحلول البسيطة التي تقلل من حرقة المعدة مضغ العلكة لمدة عشرين دقيقة بعد الطعام، حيث يعمل المضغ المستمر على زيادة إفراز اللعاب مما يساعد في معادلة حمض المعدة، ويقلل من صعوده نحو المريء، كما أن العلكة الخالية من السكر تُعد خيارًا صحيًا لمن يرغب في حماية أسنانه وفي الوقت نفسه تخفيف أعراض المعدة.
خل التفاح المخفف
على الرغم من أن البعض يعتقد أن خل التفاح يزيد من حرقة المعدة إلا أن استخدامه بطريقة صحيحة يمكن أن يساعد على تنظيم درجة الحموضة داخل المعدة، وذلك بإضافة ملعقة صغيرة من خل التفاح إلى كوب من الماء الدافئ وتناوله قبل الوجبات الرئيسية، ويساعد هذا الخليط على موازنة البيئة الداخلية للمعدة مما يقلل من فرصة الشعور بالحرقان.
البابونج ودوره في تهدئة الجهاز الهضمي
يُعرف البابونج بقدرته على تهدئة الجسم والأعصاب، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه يمتلك تأثيرًا فعالًا في تهدئة التهاب المعدة وتقليل التشنجات التي قد تسبب حرقة مزعجة، ويمكن شرب كوب من شاي البابونج قبل النوم للمساعدة في استرخاء الجهاز الهضمي وتقليل الإحساس بحرقة المعدة خلال الليل، كما يساعد على تحسين جودة النوم مما ينعكس إيجابيًا على صحة المعدة.
الموز كدرع طبيعي لحماية المعدة
يعتبر الموز من الأطعمة التي تعادل حمض المعدة بشكل طبيعي، كما أنه يحتوي على ألياف لطيفة تساعد في حماية جدار المعدة من الالتهاب، ويمكن تناوله كوجبة خفيفة خلال اليوم أو قبل النوم لتقليل الإحساس بالحرقان، ويعد الموز اختيارًا مناسبًا لأولئك الذين يعانون من حساسية تجاه الأدوية أو يحبون الاعتماد على «علاج غذائي» سهل.
ماء جوز الهند ودوره في ترطيب المعدة
يساعد ماء جوز الهند على ترطيب الجسم وتقليل الحموضة داخل المعدة، كما يحتوي على معادن مفيدة تهدئ بطانة المعدة وتمنح الجسم شعورًا بالراحة، ويمكن تناوله في أي وقت خلال اليوم خاصة عند الشعور ببدء أعراض حرقة المعدة، ويتميز بأنه مشروب طبيعي خالٍ من المواد الصناعية.
تغيير نمط الأكل والتحكم في الكميات
من أهم العلاجات المنزلية التي يتجاهلها الكثيرون هي طريقة تناول الطعام نفسها، إذ ينصح الأطباء بتقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة على مدار اليوم بدلًا من تناول وجبات كبيرة تسبب ضغطًا على المعدة، بالإضافة إلى تجنب الاستلقاء لمدة ساعتين بعد الطعام، كما يُفضل الابتعاد عن القهوة والشوكولاتة والنعناع لأنها قد تزيد من ارتخاء صمام المعدة وبالتالي تفاقم الحرقان.
ارتداء ملابس مريحة
قد يبدو الأمر غير مرتبط بالمعدة، لكنه في الحقيقة يؤثر بشكل مباشر على الضغط الداخلي للجسم، فارتداء ملابس ضيقة حول البطن يمكن أن يضغط على المعدة مما يزيد من ارتجاع الحمض وبالتالي يسبب حرقة مزعجة، لذلك يُعد اختيار ملابس مريحة أحد الحلول البسيطة ولكنها فعالة في السيطرة على حرقة المعدة.
رفع الرأس أثناء النوم
من العلاجات المنزلية الفعالة رفع الرأس والكتفين أثناء النوم باستخدام وسادة إضافية، حيث يقلل ذلك من فرص صعود الحمض من المعدة إلى المريء أثناء النوم، خاصة لمن يعانون من حرقة مستمرة خلال الليل، وتساعد هذه الطريقة على تحسين التنفس أيضًا مما يجعل النوم أكثر راحة.
التخلص من حرقة المعدة لا يتطلب دائمًا تناول أدوية، بل يمكن الاعتماد على مجموعة من «العلاجات المنزلية الطبيعية» التي أثبتت فعاليتها في تهدئة الالتهاب وتقليل الحرقان، وتساعد هذه النصائح على تحسين صحة المعدة والحفاظ على توازن الجهاز الهضمي، ومع تكرار تطبيق هذه الإرشادات سيلاحظ الشخص انخفاضًا واضحًا في الأعراض وارتفاعًا في مستوى الراحة اليومية.
نقلاً عن : اليوم السابع
