التخطي إلى المحتوى

مرض “اللسان الأزرق” (BTV-3)، هو عدوى فيروسية تصيب مجموعة واسعة من الحيوانات المجترة مثل الأغنام، الأبقار، الماعز، الغزلان، والإبل، ويشكل خطراً متزايداً على قطاع الثروة الحيوانية عالمياً.
وعلى الرغم من أن الفيروس لا يمثل تهديداً لسلامة الغذاء أو صحة الإنسان، إلا أنه يمكن أن يكون قاتلاً للماشية، مما يؤدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة وتقييد حركة التجارة.
العدوى والانتقال
ووفقا للمنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) فإن فيروس “اللسان الأزرق” لا ينتقل مباشرة بين الحيوانات، بل ينتشر بشكل أساسي عن طريق البعوض اللاسع الذي يعمل كناقل (vector) له، حيث يكتسب البعوض الفيروس عندما يلسع حيواناً مصاباً، ثم ينقله إلى حيوان غير مصاب ومعرض للإصابة.
وينشط البعوض الناقل في المواسم الدافئة، وقد تعتمد قدرته على الانتشار على هجرته باستخدام تيارات الرياح، مما يفسر انتشاره الواسع في مناطق مختلفة من أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين.
الأعراض
تختلف شدة المرض باختلاف نوع الحيوان، لكن العلامة المميزة للمرض، والتي سمي بها، هي تضخم اللسان والأغشية المخاطية وتحول لونها إلى الأزرق في الحالات الشديدة، نتيجة للنزيف الداخلي ونقص الأكسجين، ولكن هذه العلامة لا تظهر على جميع الحيوانات المصابة.
والأعراض كالتالى:
1- فى الأغنام تشمل الأعراض البارزة تقرحات في الفم والأنف، تورم الشفاه واللسان والرأس والرقبة، وسيلان مفرط للعاب، وتورم الشريط التاجي (منطقة التقاء جلد الساق بالحافر)، بالإضافة إلى الحمى وصعوبة التنفس.
2- فى الماشية (الأبقار)، غالباً ما تكون الأعراض أقل وضوحاً، وتشمل الخمول، فقدان الشهية، انخفاض إنتاج الحليب، وتآكل حول فتحتي الأنف والفم، وقد تحمل الماشية البالغة الفيروس لعدة أسابيع دون ظهور أعراض.
3- الصغار ، يمكن أن تصاب العجول والحملان بالفيروس في أرحام أمهاتها، مما يؤدي إلى ولادة صغار ضئيلة الحجم أو ضعيفة أو مشوهة أو عمياء، أو قد يسبب الإجهاض وولادة المواليد الميتة.
4- الفيروس لا يصيب الخيول، الخنازير، أو الكلاب.
الانتشار العالمي والتوطن
ينتشر مرض اللسان الأزرق بشكل واسع في المناطق التي يتوطن فيها البعوض الناقل، وفقاً للمنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، وقد تم رصد حالات إصابة في دول متعددة تشمل تونس، الهند، الصين، إسبانيا، والولايات المتحدة.
وتعتبر العديد من الدول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية هذا المرض متوطناً، أي شائعاً جداً وله نمط انتشار يمكن التنبؤ به.
الاحتباس الحراري وتحديات المستقبل
ومن المتوقع أن يؤدي الاحتباس الحراري وتغير المناخ إلى تفاقم مشكلة انتشار الفيروس، حيث أصبح فصل الشتاء أكثر دفئاً وتغيرت تيارات الرياح مما سهل على البعوض التكاثر والهجرة ونشر الفيروس في مناطق جديدة، و المناطق الأكثر عرضة للخطر هي تلك التي لم يكن لها اتصال سابق بالفيروس.
الوقاية والسيطرة
تعتبر السيطرة على نواقل الفيروس (البعوض) هي الاستراتيجية الرئيسية للحد من انتشار المرض تشمل إجراءات الوقاية والسيطرة الفعالة:
1- التطعيم حيث يتوفر لقاح ضد فيروس اللسان الأزرق ويستخدم في العديد من الدول.
2- مكافحة الحشرات بتطبيق إجراءات صارمة لمكافحة البعوض.
3- الحجر الصحي والاختبار بفحص وحجر الحيوانات القادمة من مناطق ينتشر فيها المرض.
4- التخلص الفوري في المناطق المصنفة “خالية من فيروس اللسان الأزرق”، يتم التخلص من الحيوانات المصابة فوراً لمنع انتشار العدوى.
نقلاً عن : اليوم السابع

نقلاً عن : اليوم السابع