وصفة كفتة مشوية تعد من أكثر الأكلات التي يبحث عنها محبو الطهي في المنازل لما تحمله من مذاق مميز يقترب كثيرًا من طعم الحاتي الشهير، ومع انتشار رغبة الكثيرين في إعداد «كفتة مشوية» بنكهة الفحم الأصيلة ظهرت تساؤلات متعددة حول سر التتبيلة الصحيحة التي تمنح هذا الطعام الشعبي مكانته الخاصة بين المأكولات الشرقية، ويأتي الاهتمام المتزايد بـ «كفتة مشوية» بسبب قدرتها على الجمع بين الطعم القوي والتجهيز السهل مما يجعلها خيارًا مثاليًا للعائلات التي تبحث عن طبق غني ومشبع يقدم مذاق الحاتي دون الحاجة للخروج من المنزل، كما أن «كفتة مشوية» تمنح الفرصة لإضافة لمسات شخصية تجعل كل وصفة مختلفة قليلًا عن الأخرى ومع ذلك تظل الجزيرة الأساسية التي تجتمع عليها الوصفات هي التتبيلة المثالية والطهي الهادئ الذي يحافظ على العصارة والنكهة.
سر نكهة الحاتي الأصلية
عندما نتحدث عن سر نكهة الحاتي في «كفتة مشوية» فإننا نتوقف عند عنصرين رئيسيين هما اختيار اللحم المناسب والتتبيلة التي تُعد العامل الأساسي في التميز، فالحاتي يعتمد على لحم مخلوط بنسبة دهن جيدة تمنح «كفتة مشوية» قوامًا طريًا وتحافظ على الرطوبة أثناء الشواء، ويؤكد الخبراء أن السر الأكبر يكمن في استخدام لحم ضأن ممزوج بالقليل من اللحم البقري لأن هذه التركيبة تمنح الكفتة مذاقًا متوازنًا بين الطراوة والقوة، أما التتبيلة فهي تعتمد على مزيج من البصل المبشور الذي يعد المكوّن الذهبي في «كفتة مشوية» لأنه يضيف العصارة ويمنح اللحم قدرة على تشكيل قوام ثابت عند الشواء، ويتداخل معه الثوم والبهارات مثل الفلفل الأسود والكمون والبابريكا وغيرها مما يضاعف من النكهة.
وفي الحاتي يتم عصر البصل جيدًا لفصل الماء عن اللب حيث يُستخدم الماء في نقع اللحم ليكتسب الطعم بينما يُضاف اللب إلى المزيج لمنحه تماسكًا، كما يتم الاعتماد على «خلطة السر» التي تشمل بهارات الكفتة والفحم والملح وحبات من الفلفل الحار المطحون بنسب تتناسب مع كمية اللحم، وهنا يظهر الفارق بين كفتة المنزل والكفتة الجاهزة لأن المحترفين يتعاملون مع التتبيلة بدقة شديدة ويحرصون على ترك اللحم في البراد عدة ساعات حتى تتفاعل المكونات مع بعضها وتتشرب النكهة.

الخطوات المنزلية لتحضير كفتة الحاتي
إعداد «كفتة مشوية» بطريقة الحاتي في المنزل لا يحتاج إلى مهارات عالية بل يتطلب فهمًا لطبيعة اللحم وتعاملًا خاصًا مع التتبيلة والشواء، تبدأ الخطوة الأولى باختيار لحم طازج بنسبة دهن تتراوح بين عشرين وثلاثين في المئة لأن الدهن هو العامل الأساسي في الحفاظ على طراوة «كفتة مشوية» أثناء الطهي، ثم تأتي مرحلة فرم اللحم أكثر من مرة ليصبح ناعمًا وسهل التشكيل، وبعد ذلك يضاف الخليط الخاص الذي يحتوي على البصل والثوم والبهارات والملح مع الحرص على دمج المكونات جيدًا حتى يحصل اللحم على قوام متماسك.
بعد تجهيز التتبيلة يُنصح بترك «كفتة مشوية» في الثلاجة لمدة لا تقل عن ساعتين لأن هذه الفترة تساعد على تثبيت القوام وزيادة الاندماج بين مكونات الخلطة، ثم تُشكل الكفتة على أسياخ معدنية مع الضغط الخفيف أثناء التشكيل لضمان عدم تفككها عند الشواء، ويمكن حفظ الأسياخ في الفريزر لمدة عشر دقائق قبل وضعها على الجريل أو الفحم للحصول على أفضل ثبات أثناء الطهي، كما يجب تسخين الشواية مسبقًا حتى تصبح جاهزة لاستقبال الكفتة دون أن تلتصق.
أسرار الطهي على الفحم للحصول على نكهة الحاتي
الشواء على الفحم هو المرحلة التي تبرز فيها شخصية «كفتة مشوية» الحقيقية، فهذه الخطوة تمنح اللحم النكهة المدخنة التي يبحث عنها الجميع، ويتميز الفحم بأنه يسخن الكفتة من الخارج بسرعة ويحافظ على درجة حرارة متوسطة من الداخل مما يجعلها تنضج ببطء وتحتفظ بطراوتها، ويمكن تعزيز النكهة بوضع قطعة فحم مشتعلة داخل قدر مغلق يحتوي على الكفتة بعد شوائها ثم إضافة قطرات من السمن أو الزيت على الفحم لمنح «كفتة مشوية» رائحة مدخنة قوية.
ويجب الحرص على تقليب الأسياخ بلطف بين حين وآخر لضمان حصول «كفتة مشوية» على لون متساوٍ كما ينصح بعدم تركها مدة طويلة على النار حتى لا تجف ويفقد اللحم عصاراته، ويمكن أيضًا استخدام الجريل الكهربائي أو مقلاة الشواء في حال عدم توفر الفحم حيث تمنحان قوامًا مقبولًا لكن نظل النكهة المدخنة التي يميزها الفحم هي الأكثر تأثيرًا في تقديم طعم الحاتي الشهير.
طرق تقديم كفتة مشوية بطريقة احترافية
بعد الانتهاء من شواء «كفتة مشوية» يمكن تقديمها بطرق متعددة تضيف لمسات جمالية على الطبق، فيفضل البعض تقديمها مع الخبز البلدي الساخن وسلطة الطحينة بينما يفضل آخرون تقديمها مع الأرز الأبيض أو الخضار المشوي، ويمكن إضافة شرائح من البصل المشوي أو البقدونس المفروم لتعزيز الطعم، كما يُنصح بدهن الكفتة بقليل من السمن قبل التقديم للحصول على لمعة مميزة ورائحة جذابة.
ويمكن أيضًا إعداد صينية من «كفتة مشوية» في الفرن مع الطماطم والفلفل لمن يرغب في تقديم الطبق بشكل مختلف يناسب العزائم العائلية، ومن الأفكار الشهيرة لتحسين طريقة التقديم إضافة «عصير الطماطم المركّز» على الكفتة بعد خروجها من النار لإضفاء نكهة قوية تشبه نكهة الحاتي وتعزيز الطعم النهائي.
لماذا ينجذب الناس لنكهة الحاتي في كفتة مشوية
يرتبط طعم الحاتي بذكريات ممتدة عبر أجيال حيث ترتبط «كفتة مشوية» في أذهان الكثيرين بالمناسبات العائلية والخروجات المسائية مما يمنحها مكانة خاصة، كما أن مذاقها القوي يثير شهية الجميع ويدفعهم للبحث عن طريقة إعداد مثالية تحافظ على النكهة نفسها داخل المنزل، ويعود هذا الارتباط إلى بساطة المكونات وعمق النكهة في الوقت نفسه مما يجعل «كفتة مشوية» من أشهر الأطباق التي يُقبل عليها الناس في مختلف الدول العربية.
تبقى الكفتة المشوية طبقًا محببًا يعتمد في نجاحه على التتبيلة الجيدة واختيار اللحم المناسب والطهي الصحيح على الفحم للحصول على النكهة الأصلية التي تميز الحاتي وتجعل الكثيرين يفضلون إعداد هذا الطبق في المنزل بطرق مبتكرة سهلة وسريعة.
نقلاً عن : القارئ نيوز
