التخطي إلى المحتوى

البطاطا وتحذير عاجل لمرضى الكلى من مخاطر الإفراط في تناولها..  أثار هذا التحذير اهتمام الخبراء والمتخصصين الذين أكدوا أن هذه الثمرة الشهيرة رغم فوائدها الكبيرة يمكن أن تشكل عبئًا شديدًا على صحة مرضى الكلى إذا تم تناولها بطريقة غير محسوبة، ويزداد القلق خصوصًا مع تزايد الإقبال على «البطاطا الحلوة» في فصل الشتاء لما تمنحه من طاقة وشعور بالدفء، إلا أن هذا الإقبال قد يخفي خلفه مشكلات صحية كبيرة يجب التنبيه لها، لذلك يصبح من الضروري فهم المخاطر التي قد تتسبب فيها «البطاطا الحلوة» بالنسبة لمرضى الكلى وكيف يمكن التعامل معها بحذر للحفاظ على صحة الجسم وسلامة الكلى، ومع تصاعد التحذيرات الطبية ظهرت تساؤلات عديدة حول حقيقة تأثير البطاطا على الجسم وهل يمكن لمرضى الكلى تناولها بأمان أم أن الأمر يحمل خطورة تستحق الانتباه، وهو ما سيوضحه القاريء نيوز بالتفصيل في السطور التالية.

خطر ارتفاع البوتاسيوم في البطاطا لمرضى الكلى

تعد «البطاطا الحلوة» من أكثر الأطعمة الغنية بعنصر «البوتاسيوم»، وقد تكون هذه المعلومة إيجابية للأشخاص الأصحاء الذين يحتاجون هذا العنصر لدعم صحة القلب والأعصاب، إلا أنها تتحول إلى مصدر قلق شديد لدى مرضى الكلى الذين يعانون ضعفًا في قدرة الكلى على التخلص من الفائض من هذا العنصر، وعندما ترتفع نسبة البوتاسيوم في الجسم بشكل مفرط فإن ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة مثل ضعف ضربات القلب أو الشعور بالإرهاق أو الدوار أو حتى توقف عضلة القلب في الحالات الشديدة، لذلك فإن تناول البطاطا بطريقة عشوائية قد يكون مؤذيًا أكثر مما يتخيله البعض.

وترجع الخطورة هنا إلى أن «البطاطا الحلوة» تحتوي على نسب عالية جدًا من البوتاسيوم مقارنة بالعديد من الأطعمة الأخرى التي يتناولها البعض بشكل يومي، وعندما تتراكم هذه الكميات في الدم يصبح الجسم غير قادر على التعامل معها بسهولة لأن الكلى المرهقة لا تستطيع إخراجها، مما يجعل مريض الكلى عرضة لمضاعفات صحية خطيرة، وهذا ما جعل الأطباء يصفون البطاطا بأنها «سلاح ذو حدين» بالنسبة لهذه الفئة.

لماذا يشكل تراكم البوتاسيوم خطرًا على الجسم؟

يعمل البوتاسيوم على تنظيم عمل العضلات والحفاظ على نبض القلب بطريقة سليمة، ولكن عندما ترتفع نسبته داخل الجسم نتيجة تناول أطعمة غنية به مثل البطاطا الحلوة يصبح الجسم في حالة تسمى «فرط بوتاسيوم الدم»، وهو وضع طبي حساس للغاية يحتاج إلى تدخل فوري في بعض الأحيان، ومن أبرز مخاطره الشعور بتنميل في الأطراف، وانقباضات غير طبيعية في العضلات، وضعف عام، واضطرابات في نبضات القلب قد تصل إلى «الرجفان البطيني» وهو من أخطر الحالات القلبية، لذلك فإن مريض الكلى يجب أن يكون أكثر وعيًا بحجم الضرر الذي قد يقع عليه من تناول البطاطا دون استشارة طبية.

ويشير المتخصصون إلى أن الكلى السليمة تقوم بتصفية البوتاسيوم الزائد بسهولة، ولكن الكلى الضعيفة أو المريضة تفشل في أداء هذه العملية مما يؤدي إلى تراكمه وبالتالي حدوث ما يشبه «التسمم البطاطي» كما يسميه البعض مجازًا، وهو ما يجعل الاعتدال والرقابة الطبية أمرين لا بد منهما.

طرق قد تخفف من تأثير البطاطا ولكن لا تلغي المخاطر

يحاول البعض تقليل ضرر البطاطا عبر نقعها في الماء أو سلقها مدة أطول لتخفيف مستوى البوتاسيوم فيها، ورغم أن هذه الطرق قد تؤدي إلى «خفض» نسبة البوتاسيوم جزئيًا، إلا أنها لا تجعل البطاطا آمنة تمامًا لمرضى الكلى، فالمشكلة الأساسية تبقى قائمة وهي أن البطاطا بطبيعتها تمتلك مستوى مرتفعًا من هذا العنصر، لذلك فإن الاعتماد على طرق الطهي فقط دون ضبط الكمية أو مراجعة الطبيب قد يؤدي لنتائج غير محمودة.

كما أن بعض مرضى الكلى يعتقدون أن تناول البطاطا بكميات صغيرة قد يكون غير مضر، ولكن الكمية الصغيرة قد تكون كبيرة بالنسبة لمستوى وظائف كليتهم التي تختلف من شخص إلى آخر، لذلك فإن الطبيب وحده هو من يحدد الحد المسموح به من البطاطا أو يمنعها تمامًا حسب حالة كل مريض.

البطاطا ومؤشر السكر وتأثيره على مرضى الكلى المصابين بالسكري

الكثير من مرضى الكلى يعانون أيضًا من مرض السكري، وهنا تتضاعف المشكلة لأن «البطاطا الحلوة» تحمل مؤشرًا سكريًا متوسطًا إلى مرتفع مما يجعلها ترفع مستوى السكر في الدم بسرعة، وعندما يرتفع السكر فإن وظائف الكلى تتأثر سلبًا لأن ارتفاع السكر يؤدي على المدى البعيد إلى تدهور أنسجة الكلى وزيادة الالتهابات وضعف القدرة على تنقية الدم، وهذا يعني أن البطاطا قد تسبب تأثيرًا مزدوجًا لمريض يجمع بين مرض السكري ومرض الكلى.

ويؤكد الأطباء أن التحكم بمستوى السكر عنصر أساسي لحماية الكلى، لذلك فإن تناول البطاطا الحلوة بشكل مستمر قد يسبب ارتفاعات مفاجئة في مستوى السكر خاصة عند تناولها مشوية أو مقلية، مما يجعل المريض في دائرة خطرة يجب الانتباه لها.

هل يجب على مريض الكلى الامتناع عن البطاطا نهائيًا؟

لا توجد قاعدة عامة تنطبق على الجميع، فكل حالة تختلف عن الأخرى، ولكن معظم المتخصصين ينصحون مرضى الكلى خاصة من يعانون مرحلة متقدمة بتجنب البطاطا أو تناولها بحساب شديد، لأن «سلامة القلب» و«قدرة الكلى» ترتبط بشكل مباشر بنسبة البوتاسيوم في الجسم، الأمر الذي يجعل البطاطا ليست الاختيار الأمثل لهذه الفئة، خصوصًا عندما تتوافر بدائل منخفضة البوتاسيوم وأكثر أمانًا مثل الخبز الأبيض أو الأرز أو الكوسا أو التفاح.

كما ينصح الخبراء بالاعتماد على نظام غذائي منخفض البوتاسيوم ومراقبة مستويات الأملاح في الجسم عبر التحاليل الدورية، لأن «الالتزام الغذائي» يعد عاملًا رئيسيًا في إبطاء تطور أمراض الكلى ومنع حدوث مضاعفات مفاجئة.

العادات الخاطئة التي تضاعف خطر البطاطا

من أكثر الأخطاء شيوعًا لدى المرضى هو تناول البطاطا المشوية بكميات كبيرة لأنها مشهورة بأنها طعام «صحي»، ولكن هذا الاعتقاد لا ينطبق على مرضى الكلى الذين يحتاجون نظامًا غذائيًا خاصًا، كما أن تناول البطاطا مع أطعمة أخرى غنية بالبوتاسيوم مثل الموز أو البرتقال أو الطماطم يجعل الجسم يستقبل دفعة مضاعفة من البوتاسيوم قد تؤدي لدخول المريض في حالة صحية حرجة، وهنا تكمن أهمية «التوازن الغذائي» الذي ينبغي أن يلتزم به كل مريض كلى.

البطاطا الحلوة رغم فائدتها الكبيرة للأصحاء إلا أنها قد تصبح مصدر خطر حقيقي لمرضى الكلى إذا لم يتم تناولها بحذر وبمراجعة طبية دقيقة، فارتفاع نسبة «البوتاسيوم» وضعف قدرة الكلى على التخلص منه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تمس القلب والأعصاب والصحة العامة، لذلك يجب ألا يتعامل المرضى مع البطاطا كغذاء عادي بل كطعام يحتاج ضبطًا ووعيًا كاملًا بخطورته المحتملة.

نقلاً عن : القارئ نيوز