التخطي إلى المحتوى

كشف خبير تغذية فوائد الأطعمة البنفسجية لتعزيز المناعة شتاء وأكد أن هذه الفئة المميزة من الخضروات والفواكه أصبحت محور اهتمام واسع بين الخبراء في ظل ازدياد الحاجة إلى تعزيز قدرات الجسم الطبيعية على الوقاية من أمراض الشتاء المختلفة، إذ ترتبط «المناعة» القوية بقدرة الجسم على مواجهة التغيرات المناخية المفاجئة وتجنب آثار الفيروسات الموسمية التي تنتشر خلال الفصول الباردة، ويشير متخصصو التغذية إلى أن الأطعمة البنفسجية ليست مجرد عناصر غذائية ذات لون جذاب بل هي مخزن طبيعي لمركبات نباتية عالية القيمة قادرة على دعم أداء الجهاز المناعي وتحسين الصحة العامة.

سر اللون البنفسجي في تعزيز «المناعة»

يوضح خبير التغذية أن سر تأثير اللون البنفسجي يكمن في وجود مركبات «الأنثوسيانين» وهي من المضادات الطبيعية القوية للأكسدة التي تسهم في رفع قدرة الجسم على مكافحة الجذور الحرة، مما يساعد على حماية خلايا الجهاز المناعي من التلف وتقوية كفاءتها في مواجهة العدوى، ويؤكد المختص أن هذه المركبات تلعب دورا محوريا في تعزيز «المناعة» لأنها تحسن وظائف الخلايا الدفاعية وتقلل الالتهابات الداخلية التي تضعف جسم الإنسان في فصل الشتاء، ويشير أيضا إلى أن هذه الأطعمة البنفسجية قد تكون من أقوى العناصر الداعمة للصحة إذا ما أدخلت ضمن نظام غذائي متوازن.

ويضيف الخبير أن العديد من الدراسات العلمية توصلت إلى أن مركبات الأنثوسيانين الموجودة في العنب البنفسجي والتوت والملفوف الأحمر والبنجر ليست فقط مضادات أكسدة بل هي أيضا عناصر فاعلة في تنشيط الخلايا البيضاء التي تشكل خط الدفاع الأول للجسم، وبذلك تصبح الأطعمة البنفسجية وسيلة طبيعية وفعالة لرفع «المناعة» وتقليل فرص الإصابة بأمراض الشتاء التي ترتبط بالبرد والرطوبة وضعف التغذية في بعض الأحيان.

الأطعمة البنفسجية الأكثر فائدة للجسم في الشتاء

يشدد خبير التغذية على أن التنوع في تناول الأطعمة البنفسجية يعد وسيلة ممتازة لدعم «المناعة» لأنها تحتوي على مجموعة واسعة من المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم يوميا خلال فصل الشتاء، ويأتي في مقدمة هذه الأطعمة التوت بكل أنواعه حيث يتميز بقدرته الكبيرة على رفع كفاءة جهاز المناعة بفضل فيتامين سي ومركباته النباتية المميزة، كما يعد العنب البنفسجي من أكثر الثمار فائدة لاحتوائه على نسب مرتفعة من مضادات الأكسدة التي تحافظ على صحة القلب وتدعم قدرة الجسم على مواجهة العدوى.

كما يوضح الخبير أن الملفوف الأحمر يعد من بين الأطعمة الأكثر تميزا في هذا الجانب إذ يحتوي على فيتامينات قوية مثل فيتامين ك وسي إضافة إلى الألياف الغذائية التي تدعم صحة الأمعاء، ويعتبر الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي من أهم العوامل المؤثرة في «المناعة» لأن الأمعاء هي موطن عدد كبير من الخلايا المناعية التي تحتاج إلى نظام غذائي متوازن لتعمل بكفاءة عالية، لذلك فإن إدخال الملفوف الأحمر إلى الوجبات اليومية يعد خطوة فعالة لتعزيز صحة الجسم خلال الشتاء.

ولا يقتصر الأمر على الفواكه والخضروات فقط بل يشمل أيضا البنجر الغني بالحديد ومضادات الالتهاب الطبيعية التي تساعد على تحسين دوران الدم وتقليل الإرهاق وتقوية الجسم بشكل عام، وبما أن الدم هو الوسيلة الأساسية لنقل العناصر الغذائية إلى خلايا «المناعة» فإن تحسين جودته يسهم بشكل مباشر في دعم وظيفة الجهاز المناعي.

العلاقة بين الأطعمة البنفسجية وصحة الجهاز المناعي

يتحدث خبير التغذية بإسهاب عن الطرق التي تعمل بها الأطعمة البنفسجية على تحسين أداء الجهاز المناعي، فيؤكد أن احتواءها على العناصر الغذائية الحيوية مثل فيتامين سي وفيتامين أ والحديد يجعلها داعما رئيسيا لخلايا الجسم الدفاعية، كما أن المواد النباتية الموجودة فيها تساعد على تنظيم الالتهابات الداخلية، وعندما يتم تنظيم الالتهابات تقل فرص الإصابة بالأمراض الموسمية وتزداد قوة «المناعة» بشكل ملحوظ مما يمنح الجسم قدرة أعلى على مقاومة الفيروسات المنتشرة خلال الشتاء.

ويضيف الخبير أن الدمج بين الأطعمة البنفسجية وغيرها من الأطعمة الغنية بالفيتامينات يخلق حالة توازن غذائي ممتازة داخل الجسم، هذا التوازن يمثل حجر الأساس في الحفاظ على «المناعة» القوية، فالجهاز المناعي لا يعتمد على نوع واحد من المواد بل يحتاج إلى مجموعة متكاملة من العناصر التي تعمل معا على مستوى الخلايا والأنسجة، ولهذا ينصح الخبراء بأن تكون الأطعمة البنفسجية جزءا أساسيا من النظام الغذائي اليومي وليست مجرد إضافة عابرة.

نصائح لدمج الأطعمة البنفسجية في النظام اليومي

يشير خبير التغذية إلى أن الطريقة المثلى للاستفادة من خصائص الأطعمة البنفسجية تبدأ من جعلها جزءا ثابتا من الوجبات اليومية خاصة خلال فصل الشتاء، ويمكن تناول التوت مع وجبة الإفطار أو إضافته إلى الشوفان أو الزبادي لتعزيز «المناعة» صباحا، كما يمكن إدخال العنب البنفسجي ضمن الوجبات الخفيفة بين الفطور والغداء لتعويض الجسم بالطاقة ومضادات الأكسدة.

أما الملفوف الأحمر فيمكن إضافته إلى السلطات أو طهيه مع الخضروات الأخرى للحصول على طبق غني بالعناصر الغذائية ومفيد لصحة الجهاز المناعي، كما يمكن تناول البنجر بطرق متعددة سواء مسلوقا أو محمرا أو عصيرا، ويؤكد الخبير أن إضافة القليل من عصير الليمون إلى البنجر يزيد من فاعليته في دعم «المناعة» لأنه يعزز امتصاص الحديد ويقوي الدم.

ويشدد الخبير على ضرورة تناول هذه الأطعمة بشكل منتظم وليس مرة واحدة أسبوعيا إذ إن الفائدة الحقيقية تتحقق مع الاستمرارية، كما يوصي بتقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والدهنية لأنها تؤثر سلبا في «المناعة» وتضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى، فالتوازن الغذائي هو الأساس الذي تبنى عليه صحة الإنسان في كل الفصول.

أهمية اختيار الأطعمة الطبيعية لتعزيز الصحة

يلفت خبير التغذية النظر إلى أن «الأطعمة الطبيعية» تعد الخيار الأمثل لدعم صحة الجسم لأنها خالية من الإضافات الصناعية والمواد الحافظة التي قد تؤثر على كفاءة الجهاز المناعي، كما أن الأطعمة البنفسجية تنتمي إلى الفئة الطبيعية التي تمنح الجسم قيمة غذائية عالية دون أي آثار جانبية إذا تم تناولها باعتدال، ويشير إلى أن الجسم بحاجة دائمة إلى دعم «المناعة» خصوصا في فصل الشتاء الذي تكثر فيه تقلبات الجو ونزلات البرد والإجهاد البدني.

وفي الختام يؤكد الخبير أن الأطعمة البنفسجية ليست مجرد موضة غذائية عابرة بل هي عناصر غذائية قوية وفعالة تمنح الجسم حماية طبيعية من الأمراض وتحافظ على نشاطه طوال أيام الشتاء، وكلما كان النظام الغذائي متوازنا وغنيا بالخضروات والفواكه التي تدعم «المناعة» كان الجسم أكثر قدرة على مواجهة تحديات الفصل البارد وتحقيق أعلى مستويات الصحة والوقاية.

نقلاً عن : القارئ نيوز