التخطي إلى المحتوى

يعد تساقط الشعر من أكثر المشكلات الشائعة التي تؤرق الرجال والنساء على حد سواء، حيث يرتبط تساقط الشعر المبكر بالعديد من العوامل الصحية والنفسية والغذائية، ويؤثر بشكل مباشر على الثقة بالنفس والمظهر العام، وفي السنوات الأخيرة زادت معدلات البحث عن أسباب تساقط الشعر المبكر وطرق الوقاية منه، خاصة مع تزايد الضغوط اليومية وأنماط الحياة غير الصحية، لذلك أصبح من الضروري توعية القراء بالأسباب الحقيقية وراء هذه المشكلة، وشرح السبل العلمية والطبيعية التي تساعد على الحد من تساقط الشعر والحفاظ على صحته وقوته.

ما المقصود بتساقط الشعر المبكر

يشير مفهوم تساقط الشعر المبكر إلى فقدان الشعر بمعدلات غير طبيعية في سن صغيرة نسبيًا، حيث يبدأ الشعر في الترقق أو السقوط قبل العمر المتوقع، ويظهر ذلك من خلال اتساع فرق الشعر أو تراجع خط الجبهة أو تساقط كميات كبيرة أثناء التمشيط أو الاستحمام، ويؤكد الأطباء أن «تساقط الشعر» اليومي الطبيعي يتراوح بين خمسين إلى مئة شعرة، وما يزيد عن ذلك قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية تحتاج إلى تدخل.

الأسباب الوراثية لتساقط الشعر

تعد العوامل الوراثية من أبرز أسباب تساقط الشعر المبكر، حيث تلعب الجينات دورًا رئيسيًا في تحديد قوة بصيلات الشعر وعمرها الافتراضي، ويعرف هذا النوع باسم «الصلع الوراثي»، وغالبًا ما يظهر لدى الرجال في مقدمة الرأس أو منتصفه، بينما يظهر لدى النساء في صورة ترقق عام، ولا يمكن منع هذا النوع تمامًا، لكن يمكن إبطاء تساقط الشعر من خلال العلاجات المبكرة والمتابعة الطبية.

التغيرات الهرمونية وتأثيرها

تؤثر الهرمونات بشكل كبير على صحة الشعر، حيث يؤدي اضطراب هرمونات الغدة الدرقية أو زيادة هرمون الذكورة إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ، كما تعاني بعض النساء من تساقط الشعر بعد الولادة أو أثناء انقطاع الطمث نتيجة التغيرات الهرمونية المفاجئة، ويؤكد الأطباء أن ضبط التوازن الهرموني يساعد على تقليل تساقط الشعر وتحفيز نموه من جديد.

سوء التغذية ونقص الفيتامينات

يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة الشعر، حيث يؤدي نقص الحديد والزنك وفيتامين د وفيتامين ب إلى ضعف البصيلات وزيادة تساقط الشعر، وتعتمد بصيلات الشعر على التغذية الجيدة لتجديد الخلايا، لذا فإن اتباع أنظمة غذائية قاسية أو غير متوازنة قد يكون سببًا مباشرًا في تساقط الشعر المبكر، وينصح الخبراء بتناول «الأطعمة الغنية بالبروتين» والخضروات الورقية والفواكه الطازجة.

التوتر والضغط النفسي

يعد التوتر المزمن من الأسباب الخفية وراء تساقط الشعر، حيث يؤثر الضغط النفسي على دورة نمو الشعر ويؤدي إلى دخول عدد كبير من البصيلات في مرحلة التساقط، ويعرف هذا النوع باسم «التساقط الكربي»، وغالبًا ما يحدث بعد صدمة نفسية أو فترة طويلة من القلق، ويمكن التحكم فيه من خلال تقنيات الاسترخاء وتنظيم النوم وممارسة الرياضة.

العادات الخاطئة في العناية بالشعر

تسهم بعض الممارسات اليومية الخاطئة في زيادة تساقط الشعر، مثل الإفراط في استخدام الصبغات والمواد الكيميائية، أو تعريض الشعر للحرارة المرتفعة بشكل مستمر، إضافة إلى شد الشعر بقوة أو ربطه بطريقة خاطئة، وينصح الخبراء باختيار «منتجات العناية بالشعر» المناسبة لنوع الشعر، وتجنب العنف أثناء التصفيف.

الأمراض المزمنة والأدوية

قد يكون تساقط الشعر مؤشرًا على وجود أمراض مزمنة مثل فقر الدم أو السكري أو أمراض المناعة الذاتية، كما تؤدي بعض الأدوية مثل أدوية الضغط والاكتئاب والعلاج الكيماوي إلى تساقط الشعر، وفي هذه الحالات يكون العلاج الأساسي هو السيطرة على المرض المسبب بالتعاون مع الطبيب المختص.

طرق الوقاية من تساقط الشعر المبكر

للوقاية من تساقط الشعر، ينصح باتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة وشرب كميات كافية من الماء، والابتعاد عن التوتر قدر الإمكان، مع الاهتمام بتدليك فروة الرأس لتحفيز الدورة الدموية، كما يفضل استخدام الزيوت الطبيعية مثل «زيت الخروع» و«زيت جوز الهند»، والمتابعة الدورية مع طبيب الجلدية للكشف المبكر عن أي مشكلة.

متى يجب زيارة الطبيب

يجب عدم تجاهل تساقط الشعر إذا كان مفاجئًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الحكة أو الألم أو ظهور فراغات واضحة، حيث يساعد التشخيص المبكر على تحديد السبب الحقيقي ووضع خطة علاج مناسبة، ويؤكد الأطباء أن التعامل المبكر مع تساقط الشعر يزيد من فرص استعادة كثافة الشعر وصحته.

يبقى تساقط الشعر المبكر مشكلة شائعة لكنها قابلة للسيطرة في كثير من الحالات، من خلال فهم الأسباب الحقيقية واتباع طرق الوقاية الصحيحة، فالعناية بالشعر لا تقتصر على المظهر فقط، بل تعكس الصحة العامة للجسم، والوعي المبكر هو الخطوة الأولى للحفاظ على شعر قوي وصحي لأطول فترة ممكنة.

نقلاً عن : القارئ نيوز